عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

الوادى الجديد.. محافظة كانت تكفل رحمة الفلاح التى تنشدها يا أستاذنا جويدة، وكانت نموذجًا للفن والحياة والسعادة والرضا لأبنائها وسكانها وحتى مساجين سجن الواحات.

كان بالوادى تراث وميراث يضمن التنمية ومد الوطن بكل ما يحتاجه من اللحوم والدواجن والقمح والبلح والبصل ودخل محترم من السياحة ولكنه الطابور الخامس الذى دمر فلسفة السكن حيث قتلوا نموذج المهندس حسن فتحى، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

زرت الوادى الجديد أوائل الثمانينيات وكان «البيت البلدى» أو «فيللات التعمير» والتى اقامها جهاز لتعمير الوادى الجديد فى الستينيات والخمسينيات منارات للعلم والجمال والتنمية وأيضًا لاحترام البيئة والحفاظ على ثروات مصر ومخزونها التاريخى من العمل والاعتماد على الذات وتوفير طعام ساكنى هذه العمارة التاريخية وزائرى الوادى وكان بحق عنوانًا لخلافة المصرى لتعمير أرض الله.
كان البيت بالوادى به ثلاث أو أربع «نخلات» تدر بلحًا يساوى أو يزيد على ميزانية البيت سنويًا وكان موسمًا لزواج البنات أو بناء البيوت، كان البيت البلدى مكيفًا صيفًا وشتاء لأنه مبنى على أساس علمى ومفتوح للسماء من الداخل ويرتفع قليلاً على الأرض فلا يحتاج لسلم أو أسانيد ولكل بيت ظهير تنموى يتمثل فى بيوت صغيرة محمية بالسلك الحديد لتربية دواجن وبط وأوز و«الرومى» الذى اشتهر به الوادى مع الماعز والخراف، وحول المنزل يتم زراعة الخضر أو البرسيم لإطعام هذه الثروة.. ولأن الوادى ليس به ترع أو مصارف وإنما بيئة مثالية نظيفة كان دائمًا يخلو من الأمراض الخاصة بالثروة الداجنة والحيوانية.وأقام المهندس إبراهيم شكرى عليه رحمة الله وكان محافظًا للوادى مزرعة للبط بجوار «سجن المحاريق» والذى وصفه بأنه «باستيل الزعيم عبدالناصر» وحول المهندس شكرى السجن لمزرعة كان يباع منها «البط وزن 3 كيلو» بمبلغ جنيهين مقابل 8 جنيهات لسعر الكيلو بالقاهرة وكان ثمن كيلو «اللحم النظيف» والذى لم يطعم العلف ولا المخلفات أقل من ربع سعره بالقاهرة.. وكان «البيض» يهدى للمسافرين بالمطار لكثرته.. وكان بالوادى عدة مصانع تصدر انتاجها للبلح الشهير والبصل المجفف وصناعات الخزف والسجاد وقرى بشندى وبلاط وانتاج متميز فى كل شىء.. كل هذا فى وقت لم يكن إرسال التليفزيون يصل الوادى بالرغم من فائض الكهرباء وكان «الفيديو» وسيلة الاعلام المتاحة وكان بالوادى فندق وحيد يستقبل 20 ألف سائح من ألمانيا بمعزل عن الحكومة ووزارة السياحة وآثار الوادى لها قيمة تاريخية لم تجد حظها مع الحكومات حتى الآن ويكفى قصة معبد «هيب» الذى ترك عشرات السنين بلا إعلام وحتى الآن!!

وتحول الوادى منذ بدأت تنظيمات الهدم ومعاول قتل التاريخ والجغرافيا ومقاولى السياسة وموردى «الديوك الرومى» لضعاف النفوس من السياسيين هدم البيوت البلدية المنتجة واقامة عمارات وتوقفت المصانع وازالوا النخيل وبنوا مكانه خرسانات وهم يعلمون أن العمارات المسلحة سوف تستهلك كهرباء مصر كلها حيث درجة حرارة الصيف تصل إلى 56 درجة مئوية وانتهت المزارع الأسرية الخاصة بالبيت البلدى وأصبح أبناء الوادى ينتظرون «الفراخ الجاهزة» وانتهت «اسطورة توفير اللحوم الحمراء والبيضاء» لأهل الوادى والمحافظات المجاورة وتحول الوادى الذى يشكل 48.3٪ من مساحة مصر إلى عشوائيات وحتى الخارجة والداخلة والتى كنت أطلق عليهما «سويسرا مصر» لبيوتها المكيفة من الله عز وجل ونخيلها الراقى واشجارها المستمرة وتحت الشجر كان الجو ربيعًا وفى الشمس الحرارة 56 درجة مئوية «سبحان الله»..

أما الفرافرة فلها حديث آخر.. والمهم يا استاذنا جويدة معرفة من هم الطابور الخامس الذى يهدم كل جميل ويبدد كل ثروة ومازالوا أمامنا حتى اليوم فى المشهد؟

<>

أستاذنا مكرم محمد أحمد الذى أعاد لنا نقابة الصحفيين وأنقذ المهنة من السقوط وأعاد لنا العزة والكرامة.