رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

يتسرب كلام إلى الإعلام عن سد النهضة، من وقت لآخر، فيبدو وكأن وراءه  هدفاً لا يظهر أمامنا، ثم كأن الهدف الظاهر فيه ليس هو المقصود!

أذكر.. مثلاً.. أن باحثاً أمريكياً ينتمى فى الولايات المتحدة، إلى واحد من مراكز الدراسات السياسية المؤثرة، قد كتب عن أن السد سوف يولد كميات كبيرة من الكهرباء، وأن هذه الكميات يمكن أن تكون فوق حاجة إثيوبيا على الاستهلاك!

وكان الواضح من كلام الباحث الأمريكي، لمن يتأمله جيداً، أنه ينطوى على الترويج لفكرة أن الدول التى تشارك أديس أبابا، ماء النيل، ربما تكون مدعوة الى أن تشاركها طاقة السد، وأن تفكر فى شراء جزء منها.

ولا مشكلة طبعاً فى أن تشترى الدولة.. أى دولة.. بعض الطاقة من دولة مجاورة لها، بشرط أن تشتري، وهى فى حاجة فعلاً إلى ما تشتريه، لا أن تشترى تحت ضغط حاجتها إلى شيء آخر هو ماء النهر!

وقبل أيام كانت صحيفة الشرق الأوسط، التى تصدر فى لندن، قد نقلت عن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى فى الخرطوم كلاماً يدعو فيه الحكومة الإثيوبية، إلى أن تستخدم السد لأغراض توليد الكهرباء فقط، وألا تستخدمه لأغراض الري، وأن تستفيد منه كل دول حوض النيل!

وهو كلام كما ترى، لا يختلف كثيراً عن كلام الباحث الأمريكي، خصوصاً فى الشق الثانى منه، لأن جان ميشيل دوموند، رئيس البعثة الأوربية،  لم يذكر شيئاً عن الطريقة التى ستستفيد بها دول الحوض من سد النهضة، فهذه الدول، ومصر من بينها بشكل خاص، لا تريد من إثيوبيا سوى عدم الإضرار بحصتها من ماء النهر، ولذلك فالماء، ولا شيء غير الماء، هو ما نريده، اللهم إلا إذا كان يراد منا أن نريد شيئاً آخر!

إن دوموند يطلب من الحكومة فى إثيوبيا، ألا تستخدم سدها لغير أغراض توليد الكهرباء، وهذا فى الحقيقة كلام من نوع تحصيل الحاصل، لأن إثيوبيا ذاتها لم تذكر فى أى وقت، أنها ستستخدم السد فى أغراض الري، وهى تؤكد منذ بدأت العمل فيه، أنه من أجل الكهرباء وحدها، وأنها ليست فى حاجة إلى الماء المتجمع أمامه لتروى أرضاً عندها، لأن عندها من الماء ما يكفى  .. وهى حقيقة!

ماذا يقصد الخواجة دوموند، إذن، وهو يدعو إلى أن تكون كافة دول الحوض، مستفيدة من سد، المفروض أنه يفيد أصحابه وحدهم ؟! 

إننا أخطأنا يوم قررنا التوقيع على وثيقة الخرطوم الخاصة بالسد، لأنه لا شيء فى كل بنودها يضمن لنا شيئاً، ولا شيء فيها يُلزم الإثيوبيين بشيء إزاءنا!

وعلينا أن نبعث إلى الأشقاء فى إثيوبيا دائماً، ما يفهمون منه أننا لن نقايض شيئاً من حصتنا فى الماء بشيء آخر.. لا بالكهرباء.. ولا بغير الكهرباء!