كثيرا ما يشتكى المواطنون من تجاهل المسئولين لشكاويهم واستغاثاتهم ومناشداتهم ، وكثيرا ما نشتكى نحن الصحفيون من عدم تعاون او تجاوب المسئولين او حتى الرد على الهاتف لعرض مشاكل المواطنين او مشاكلنا . وحتى من يرد قد لا يعمل على حل المشكلة او التعامل مع الشكوى ، وهذه سمة عامة فى معظم المسئولين على مر العصور وفى مختلف المجالات .
المهندس تامر جادالله رئيس الشركة المصرية للاتصالات نموذج مختلف تماما وحالة فريدة تخرق هذه الصورة السلبية ، أشبه بنقطة ضوء فى نفق مظلم . ولا تربطنى بالرجل من قريب أو بعيد أى صلة ، ولم ألتقيه على الاطلاق ، حتى لا يتصور أحد أننى أجامل الرجل .
فالموضوع ببساطة أننى منذ 5 أشهر تقريبا تعطل هاتف المنزل وانقطعت عنه الحرارة ، وفشلت كل المحاولات مع مدير السنترال وموظفى الشركة وخدمات الاعطال الالكترونية لمدة 6 أيام تقريبا أو أكثر ، وبينما كنت احكى مع أحد الزملاء فقال لى اتصل برئيس الشركة وبالفعل أخذت هاتفه من أحد الزملاء واتصلت به وقبل أن أكمل شكواى طلب منى رقم الهاتف المعطل ، وانهينا المكالمة وظننت انه مثل غيره لن يفعل شيئا .
ولم تمر 3 دقائق ووجدت مديرة مكتبه تحدثنى لتسأل عن بعض البيانات ، وبعدها بدقائق معدودة اتصل مدير السنترال ، وفى خلال أقل من ساعة وكان ليلا تم حل المشكلة التى أرقتنى اسبوعا تقريبا .
وفى اليوم الثانى اتصل مكتبه ليتأكد من انتظام الخدمة ، وقالوا لى أن الأمر لن يمر بسلام وسيتم محاسبة المقصرين ، وعتذروا لى . فقلت فى نفسى ربما أن ذلك تم كونى صحفيا ، وفى أحد الأيام حكى لى مواطن عن مشكلة مماثلة فنصحته بالتواصل مع رئيس الشركة ، وتم معه ما تم معى .
وتكرر الأمر مرتين أخريين احدهما معى منذ يومين والاخرى مع زميل ، وكان الرد فوريا والإصلاح فى أقل من ساعة رغم تأخر الوقت. وسألت زملائى الصحفيين ممن يغطون قطاع الاتصالات ، عن الرجل وطبيعته وهل بالفعل هو يتصرف بهذا الأسلوب وهذه الطريقة فى حل المشاكل وحسمها والتجاوب مع المواطنين ، فكانت الإجابة " نعم " .
حقيقة .. حالة فريدة تدعو للتفاؤل وسط جهاز بيروقراطى عقيم اسمه الجهاز الادارى للدولة يعج بالفساد والتراخى وعدم المساءلة وتجاهل معاناة المواطنين وسوء المعاملة ، فى كافة دواوينه ووزارته وهيئاته وشركاته وإدارته... ليت كل المسئولين "تامر جادالله"