رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدأت الإعلانات تتزايد فى الصحف والمجلات عن رحلات العمرة والحج لهذا العام، كما بدأ الحديث من حين لآخر عن استيراد ياميش رمضان بمناسبة قرب هذا الشهر الكريم، ثم هذا السفه فى استيراد السلع الاستفزازية من أطعمة وملبوسات.

يبدو أن  المصريين لا يعيشون حالة الحرب التى تخوضها مصر هذه الأيام، وأنهم لا يعبأون بمعركة إعادة بناء مصر التى تهدمت من كل جانب. لماذا هذا الإسراف فى العملة الصعبة فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر وشعبها إلى كل دولار أو أى عملة صعبة لإعادة البناء، لقد تهدمت وتخربت مصر اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً وتعليمياً وصحياً. وكل المناحى الحياة فيها تخلفت وتخربت.

مصر طوال الستين عاماً الماضية كانت فى حالة من التخريب المتعمد بأيدى حكامها، خاصة فى عهد جمال عبدالناصر. لقد ضاعت كل خيرات مصر فى الحروب والثورات والتدخل فى شئون الدول الأخرى. مصر الآن فى حالة حرب مع الإرهاب ومع إعادة بناء بلدنا من جديد، ولا بد لنا من أن  نغير سلوكياتنا ومن أنفسنا. وعلى سبيل المثال، لا بد من تقليل رحلات الحج والعمرة هذا العام وأن نقصرها فقط على الذين لم يسبق لهم أداء هذه الفريضة. من غير المعقول ونحن فى حالة الحرب والبناء أن نسرف فى الرحلات إلى خارج البلاد، ونحن فى أشد الحاجة للعملة الصعبة.

وما يقال عن السفر لأداء الفرائض يقال أيضاً عن رحلات السياحة والترفيه، فلا بد أن  يقتصر السفر على حالات المرض والعلاج للدول الخارجية، كما أنه لا بد من أن  يعاد النظر فى استيراد السلع الاستفزازية، وخاصة ياميش رمضان. لقد عشنا فترة فى حالة من التقشف والحرمان من كل شىء بعد الهزيمة الكاسحة فى عام 1967، وتقبل شعبنا هذا الأمر فى سبيل استرداد كرامتنا وأرضنا التى ضاعت فى مذبحة 1967 لقد تقبل شعبنا تحمل كل شىء فى سبيل استعادة أرضنا وكرامتنا، ونحن الآن فى أشد الحاجة أن  نتكاتف فى سبيل حربنا ضد الإرهاب ومعركتنا للبناء والتعمير.

مصر الآن على أبواب الخير إن  شاء الله، فهناك بشائر مطمئنة من بداية عودة السياحة مرة أخرى إلى مصر، وهى من أهم موارد العملة الصعبة لنا، كما أن هناك تأكيدات بأن آبار الغاز الجديدة التى تحفر فى وسط البحر الأبيض المتوسط بها الخير الوفير من غاز سيكفى استهلاكنا، بل وسيفيض الكثير منه. كما أن هناك العديد من الاتفاقات التى تمت بين العديد من الدول الأوروبية والشرقية ورجال الأعمال هنا وهناك وزيادة الاستثمارات فى العام المقبل إن  شاء الله، كل هذه الأمور تبشر بالخير إن  شاء الله، ولكن علينا تحمل القسط البسيط فى سبيل استعادة بناء مصر.

مصر الآن فى حاجة إلينا جميعاً وقد ظهر شعبنا العظيم فى المحن والكوارث التى سبق أن  حلت علينا فى العهود الغابرة، ولا أقل من أن  نتحمل الآن ولو قسطاً  قليلاً فى سبيل تقدم وازدهار بلدنا.

وتحيا مصر.