رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

عشنا وشفنا وتابعنا وعرفنا كل نوعيات الإعلام العامة والمتخصصة.. إعلام سياسى، اقتصادى، ثقافى، دينى، أمنى، عسكرى، تنموى، برلمانى، تربوى، ترفيهى، سياحى، بيئى، علمى... إلخ، ولكل نوعية ينبغى إعداد كوادر متخصصة قادرة على قراءة الواقع وتحليله والتعرف على عالم كل تخصص، وإنجازات رموزه وهمومهم وأحلامهم ورؤاهم المستقبلية...

وعلى مدى سنى التراجع القيمى والمعرفى والعلمى رغم الاستعانة بأشكال وأنماط إعلامية غربية مبهرة فى تقنياتها ظهرت بشكل وبائى بشع نوعيات سلبية فى أشكال وأنماط الإعلام بحجة حق الإعلامى فى التعبير والممارسة الديمقراطية..

وعليه، تابعنا انتشار واسع لمحطات إذاعية وفضائيات تليفزيونية ومواقع الكترونية وصفحات «فسبوكية» تستحدث وتضيف إعلام السبوبة والاسترزاق الكارثى، واللا إنسانى والمُهدر للقيم الأخلاقية، المُزيف والمشوه للتاريخ والحضارة، والمُؤامراتى الخائن، والمُحبط الأسود، والفضائحى بصناديق الأسرار الشخصية، والمُنتجة لفنون دعم الاصطفاف السلبى لشق حالة الاندماج الوطنى، والمُصنعة لمنتجات الفتن والتطييف، والمُبشرة بأزمنة انتشار القبح بكل أشكاله ومظاهره المادية والمعنوية...

ولعل أبرز الأشكال المستحدثة التى تابعناها مؤخراً على شاشات الفضائيات ما يمكن أن نطلق عليه « إعلام اشتملّى شكراً «.. نعم فقد قررت بعض الفضائيات الموتورة استضافة أصحاب اللسان المُستحدث فى تنويعاته القميئة الرذيلة ليصفى لهم حساباتهم القديمة مع جهات أو شخصيات عامة أو قوى سياسية أو رموز ثقافية إعلامية.. لقد رأت بعض وسائل الميديا أن الوسيلة المُثلى فى تسويق منتجاتها يأتى عبر خيارات تقوم على الاعتماد على الضيوف التى تحقق عائداً تجارياً هائلاً، وعبر قواعد باتت معروفة «لو عايز تشتم ثورة يناير ورموزها هات فلانة الموتورة المريضة اللى بتبيع النوعية دى بمهارة وحرقة موتورة عبيطة»... «لو عايز تشتم الدستور واللى عملوه لأنه بيدى صلاحيات لكذا أو صلاحيات لكذا، هات الجاهل الأرزقى هيقولك مواويل سخائم من اللى قلبك يحبها»، «لو عايز تغيظ المسلمين أو الأقباط المتشددين حبتين ودمهم بيفور هاتلهم فلان هيعملك حلقة مولعة تكسر الدنيا»... وكله مباح ولا عقاب وسلملى على ميثاق الشرف الإعلامى والصحفي!!

على سبيل المثال، مع كل أزمة أو فتنة لها بعد طائفى، يدور الحوار التالى عندما يتصل بك كصاحب رأى مُعد برنامج سهرة من برامج « ولعها ولعها ولك فقرات الزعيق القبيحة المبهرة «...

ــ حضرتك فلان الكاتب القبطى ؟

ــ عيب.. مافيش كاتب مسلم وكاتب قبطى...

ثم بضيق وتبرم

ـــ أنا فلان ياسيدى..

ــ أسف يا افندم، أصل الموضوع مُتعلق بشأن مسيحى

ـــ هو شأن مصرى فى النهاية..

يقول وقد تجاهل رأيك بصفاقة

ـــ هو رأى سيادتك إيه فى الأزمة دى؟

ويحاول المُعد بخباثة عبيطة مكشوفة للمخضرمين أمثالنا معرفة رأى صاحب الرأى، فإذا وجده موافقاً فى اتجاه توليع الحلقة دعاه للاستوديو، ولو كان بشكل مقبول يمكن تزويره على الهواء طلب منه مداخلة تليفونية، أما إذا ما كان هذا أو ذاك فيمطر الكاتب بالكثير من الأسئلة التى تعينه لإعداد الموضوع الذى يجهل كل أبعاده، ويُنهى المكالمة قائلاً :

ـــ أول ما نكون جاهزين هنتصل بحضرتك... ويتم استضافة رموز بديلة جاهلة بكل أبعاد القضية وباسم الدفاع الساذج عن المؤسسات الدينية ورموزها الطيبة الغالية، فتكون النتيجة على طريقة الدبة التى تصيب صاحبها بالأذى بجهل وغباوة !

أعود لبرامج «اشتملّى شكراً»، وأسأل من يقدمون مثل تلك البرامج البشعة، كيف تسمح لضيوفك إهانة زملاء المهنة وأنتم تتابعون فى قمة السعادة وبضحكات صفراء بكل حقارة وتدنى أخلاقى غير مقبولة يكشف عن فشلكم فى المنافسة على تقديم إعلام وطنى نبيل ؟!!

لا شك أن الاتهامات الموجهة للإعلام إياه فى نشر التعصب والكراهية بين الجماهير لها ما يؤكد حقيقة وجودها، حتى ولو دافع بعض الزملاء بادعاء إنها الوسيلة المُطهرة الفضائحية التجريسية الـ«سبايسى» المطلوبة.. ويا أصحاب مُعلقات شعر الخيابة وأهازيج النفاق الرذيلة المُعتمة نرجوكم كفاية سلة قمامة «الإعلام الرائ» على الطريقة «المناوية المباركية»، فلم يعد بها مكان والمرار طافح منكم، وكان الله فى عون كل إعلامى نبيل مناضل، فهو مُبتلى ويشكو حظه العاثر فى هذا الزمن الذى جعل القبيح مرتبطاً ملتصقاً ببواخة بالجميل وبات فيه أمر فض الارتباط بينهما صعباً للأسف الشديد..

[email protected]