رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تمنيت لو سمعت كلاماً آخر من الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، عن الكلاب الضالة التي جرى تسميمها داخل حرم الجامعة، لأن الرجل لم يرتكب جريمة، ولم يخالف القانون، عندما طلب من الأجهزة المعنية في الجيزة، مساعدته في انقاذ الطلاب من الكلاب التي تسللت من المنطقة المحيطة بالمكتبة المركزية، وصارت تهدد كل عضو هيئة تدريس، وكل طالب، وكل عامل داخل الحرم في حياته!

تمنيت لو أن الدكتور جابر قال بأن على الذين اهتموا في الواقعة بحقوق الحيوان، أن يهتموا أولاً بحقوق الإنسان في البلد، لأن من أبسط حقوق هذا الإنسان في بلده، أن يمشي آمناً في الشارع، فضلاً عن الجامعة، فلا يُفاجأ بأن كلباً قد عقره وهو في طريقه، ودون مقدمات!

إنني أتحدث عن حق المواطن في أن يكون آمناً في أي شارع من شوارع بلاده، لأن القضية التي وجد رئيس الجامعة الأم، أنه مُضطر فيها الى الاعتذار، قضية شارع بأكمله في البلد كله، وليست قضية تخص جامعة القاهرة في حدودها!

يكفي أن رئيس الجامعة يقول في كلامه، إن الكلاب التي ملأت الحرم دخلت من الأبواب المفتوحة على المنطقة المجاورة للمكتبة المركزية وهذا معناه أن الخطر الذي أحس هو بأنه يمكن أن يواجه أي عضو هيئة تدريس، أو أي طالب، أو أي عامل من العمال يواجه عامة المواطنين في طول الشارع، وعرضه خارج الحرم نفسه..ولكن لا أحد يهتم!

إنك لاتعرف وأنت تقطع أي شارع، في أي حي من أحياء العاصمة، من أين جاءت كل هذه الكلاب والقطط الضالة، ولا تعرف كيف يمكن أن تظل تتكاثر بهذه الأعداد المخيفة، ثم لا يفكر أحد ممن يعنيهم الأمر في ديوان المحافظة، في البحث  لها عن حل يحفظ حياة وأرواح الناس في الشارع؟!

ثم لا تعرف أيضاً حقيقة ما كان سيحدث، لو أن كلباً ضالاً منها عقر طالباً داخل جامعته، وبين أسوارها، فساعتها كانت إدارة الجامعة نفسها ستتعرض للوم الشديد، لأنها تركت أرضها نهباً للكلاب السارحة، ولم تقض عليها، أو على الأقل تطردها الى الخارج!

المشكلة ليست مقتصرة على الجامعة، فلقد تكفل رئيسها بالتعامل معها على مستواها، وبشجاعة، ومع ذلك فإن الأمر لم يعجب المهتمين بحقوق الحيوان، وكأن الإنسان لا حق له في بلده!

مَنْ لعابري السبيل في المنطقة المحيطة بمكتبة الجامعة المركزية، بل في سائر المناطق بامتداد العاصمة كلها؟!.. ومتى يؤمن مسئولو العاصمة، ومسئولو أحيائها، بأن المرور الآمن حق أصيل من حقوق المواطن، في أي اتجاه يخطو فيه!

الشوارع ليست مضماراً للهرب من البيت الى العمل، أو العكس، ولكنها أكبر من ذلك، وهي بصورتها الحالية، وبكل ما فيها من حُفر، ومطبات، وكلاب، وقطط، لا يمكن أن تكون لبني آدميين!

الذين أرّقتهم حقوق الحيوان في جامعة القاهرة، أرجو أن يحدثونا عن حقوق الإنسان في البلد، وأرجو أن يلاحظوا أن شوارع القاهرة صارت وكأنها حديقة حيوان مفتوحة، فلا ينجو من كمائنها الحيوانية، وغير الحيوانية، إلا سعيد الحظ.