عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

كرم الله عز وجل الإنسان «بالذاكرة» وبنعمة التأمل والتفكر والتى اعتبرها العالم الراحل د. عبدالحليم محمود شيخ الجامع الأزهر من أفضل العبادات وكان يدلِّل على ذلك بقول الله تعالى «ويتفكرون فى خلق السموات والأرض» وبالرغم من وجود «مخ» لدى كل المخلوقات إلا أن مخ الإنسان يتميز «بذاكرة» قوية تختزن المعلومات، وتحتفظ بالتجارب، وتحلل النتائج لتتقدم البشرية كلها.. ومما يحيرنا الآن هو عدم نقل الخبرات المتميزة أو العلوم النافعة للمصريين وفى مجالات مهمة لتقدم الأمم كأمور العلاج والصحة والإسكان وعلوم التربية ومكافحة الأمية، وعلى سبيل المثال رحل عنا ثلاثة من كبار العلماء والأطباء دون إتاحة فرصة لنقل خبراتهم العالمية والعلمية والأخلاقية لشباب أطباء مصر وهم: د. ممدوح جبر ود. حسين كامل بهاءالدين وتوليا وزارتى الصحة والتعليم وكانا من أفضل وأعلم وأشهر أطباء الأطفال فى العالم العربى والمنظمات والمحافل الدولية ورحلا عنا دون نقل خبراتهما لشباب الأطباء وكم تألما لذلك وبذلا جهوداً فردية وجبارة لنقل هذه الخبرات فى أضيق نطاق وأيضاً العالم والمفكر د.إبراهيم بدران والذى رحل وهو يحارب من أجل جامعة النيل المصرية قلباً ودماً ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ورحل هذا الأسبوع عالم فذ، وشخصية لن تتكرر فى إدارة المستشفيات وتأسيسها هو د. محمود طلعت أستاذ النساء والتوليد الشهير ومؤسس أول مستشفى خاص طبقاً لقوانين الاستثمار فى بداية الثمانينيات، وكان مع العالم د. عبدالعزيز حجازى رئيس وزراء مصر سابقاً وكوكبة لن تتكرر من أطباء قواتنا المسلحة الباسلة وأساتذة الجامعات وحقق هذا المستشفى سمعة ونجاحاً شهد له الجميع حتى الآن ولعله المستشفى الوحيد الذى نجا من مذبحة «بيع المستشفيات الاستثمارية والخاصة» ولأن اقتصادياته ناجحة وتم بناؤه بدراسات علمية واقتصادية لم تتعرض للخسائر والنتائج السيئة التى حدثت لغيره.. وكانت إدارة د. محمود طلعت لهذا المستشفى هى سمعة المستشفى وسر نجاحه، وهو علم نحن فى حاجة ماسة له الآن وعلى مدى ما يقرب من «30 سنة» أراقب فيها السياسات الصحية والمستشفيات الخاصة والحكومية لم أر مثل سياسة د. طلعت فى الإدارة الصحية اللهم إلا حالات فردية لبعض السادة الأطباء المؤسسين والمديرين فى المستشفيات الحكومية والجامعية وعلماء مثل د. محمد غنيم ود. شريف عمر ود. شريف ممتاز أطال الله أعمارهم ود. هاشم فؤاد رحمه الله فى إدارة مستشفيات قصر العينى ولكن لا يضمن أحد استمرار هذا النجاح الإدارى والمرهون بوجود هؤلاء العلماء وهو أمر مزعج ومؤلم للمرضى، لأن خبرات هؤلاء الناجحين والمحترمين لا تستمر.. ولا تدرس تجارب هؤلاء العلماء ورحم الله من كان ينقلها ويدرسها عملياً، ولكن النتائج غير مستمرة وما تعانيه المستشفيات الحكومية من سوء أداء وعدم رضا المواطن عما تقدمه هو سوء إدارة وقلة رأى وليس فقراً أو قلة إمكانيات ولدينا مستشفيات حكومية كانت مفضلة عن مستشفيات استثمارية فترة تولى كل من وزراء الصحة السابقين د. حلمى الحديدى ود. إسماعيل سلام ود. عوض تاج الدين ووزراء راحلين مثل د. ممدوح جبر ود. ابراهيم بدران ود. فؤاد محيى الدين رحمهم الله مثل مستشفى الساحل التعليمى ومعهد ناصر ومستشفى صيدناوى وكان السبب الأول للنجاح هو اختيار المدير الناجح وهناك دراسات وحلول موثقة قدمها رؤساء لجان الصحة بمجلس الشعب سابقاً لما يسمى بالتوزيع الجغرافى وتفرغ الأطباء والارتقاء بالإدارة الطبية للمستشفيات كنا سنقدمها لوزير الصحة الجديد ولكن طالما مازلنا ننعم بالوزير د. أحمد عماد وزير الصحة فلنؤجل الكلام عنها انتظاراً للوزير القادم إن شاء الله.

رحم الله د. محمود طلعت وأعان الله كل من يتولى عمله مديراً لمستشفى على دراسة منهجه وزياراته طوال الليل والنهار لمستشفى خاص هو قائم عليه ومساهماً فيه وليس مالكه ومازال من أفضل المستشفيات وأرقاها خدمة للمريض ونحتاج دائماً لاستحضار علمه وأسلوب إدارته ولن أنعيه لأن علمه وعطاءه يحييه عمراً آخر.