رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تستهوينى الأمثال الشعبية،فهى خلاصة تجارب إنسانية لأجيال صادفت إنسانًا عبقريًا من عامة الشعب صاغ هذه التجربة فى مثل شعبى يعبر أدق تعبير عن حالة إنسانية ليتخذ الناس هذا «المثل» معيارًا للتعريف بالحالات المماثلة.

هذا الشغف بالأمثال الشعبية يجعلنى فى كثير من المواقف أستحضر من الذاكرة أحد هذه الأمثال الشعبية التى تنطبق على أداء بعض من فرضتهم الظروف الشاذة على أثير الإذاعات أو شاشات التليفزيون خاصة القنوات المملوكة لرجال الأعمال.

وأحببت اليوم أن أشرك القراء الأعزاء فى الحكم على مدى تطابق الأمثال الشعبية التى تصف بدقة أداء البعض على شاشات عدد من الفضائيات الخاصة.

أولاً: مجموعة من هؤلاء ممن يتصدون لتقديم البرامج لا أكاد أراهم وهم يتراقصون على الشاشات بنشوة غريبة، ويتغامزون تارة، ثم يتخذون سمت الجدية وفى كل الحالات لا تجد فيما يقدمونه ما يبرر هذا التغامز والرقص ثم الصراخ الغاضب والانقلاب إلى ادعاء الرزانة والجدية.

هذه المجموعة أراها نموذجًا ممتازًا لتجسيد المثل الشعبى الذى يقول «هبلة ومسكوها  - بتشديد حرف السين - طبلة».

ثانياً: المجموعة الثانية وتضم عددًا هائلاً من مقدمى البرامج «رجالاً ونساءًا» تحفظ كمًا هائلاً من قصائد المديح وعبارات التمجيد وتحشد كل مرادفات التقدير والإعجاب بعبقرية من يملك العطاء السخي أو العقاب الرادع عند الغضب ويستوى فى ذلك من يملك السلطة أو رأس المال.

وهؤلاء يملكون فى نفس الوقت نفس الذخيرة من الشتائم المقذعة والعبارات المنحطة، فإذا تصوروا أن أحدًا لا يرضى عنه «أسيادهم» استخدموا أبشع وأحط أساليب التجريح لاغتيال من تسبب فى غضب أسيادهم».

ويحلو لى فى كثير من الأحيان أن أستعيد من شبكات الإنترنت برامج لنفس هذه الشخصيات وهى تكيل المديح لمن تهاجمهم اليوم وتهاجم بشراسة من تتغنى اليوم بفضائلهم!

وأراهم فى الحالتين بنفس الحماس وتصنع الحرية فلا أكاد أصدق أن هؤلاء لديهم القدرة على النفاق الصارخ بهذه الصفاقة التى تؤكد أنهم فقدوا تمامًا الفضيلة الإنسانية التى نسميها «الخجل».

عندما أشاهد هؤلاء تتشكل أمام ناظرى كلمات المثل الشعبى الذى يقول «اللى اختشوا ماتوا».

ثالثاً: المجموعة الثالثة ممن تطلق عليهم الجماهير لقب «أبوالعريف» بضم العين وتشديد حرف الراء» والجماهير تعنى بهذه التسمية عكس المعنى تمامًا أى أنها لا تصف هؤلاء بهذا الوصف باعتبارهم يملكون فعلاً المعارف الغزيرة والمعلومات الموثوقة.

لكن الجماهير تصفهم بهذا الوصف على سبيل السخرية من جهل مطبق يظهر فى كل عبارة ينطقون بها.

وآفة هؤلاء أنهم لفرط جهلهم يتصورون أن كل ما ينطقون به درر غالية ومعلومات انفردوا بها. وتراهم يخوضون فى كل الأمور بثقة تامة، فيقدمون التحليل للموقف السياسى العالمى، ويتعرضون للنقد الأدبى والفنى بكل فروعه مصدرين الأحكام القاطعة المانعة، ثم يقدمون التفسيرات للمشاكل الاجتماعية بكل أنواعها، فإذا تطرق الحديث الى الاقتصاد فهم الخبراء المتميزون الذين يقدمون الروشتة الناجعة لعلاج كل المشكلات الاقتصادية.

رابعاً: هذه المجموعة تضم عددًا كبيرًا من الفنانين الممتازين فى مجال الفن الذى يبدعون فيه...بعض هؤلاء أغراهم بريق شاشات التليفزيون وتصوروا أن إعجاب الجماهير بأدائهم فى الفنون التى يتفنونها، هذا الإعجاب سوف ينتقل تلقائياً الى المشاهدين وهم يتابعونهم كمقدمى برامج على شاشات التليفزيون.

وهنا أود أن أؤكد أن «مواهب نادرة» تلمع فى فترات نرى فيها فعلاً هذه «الموهبة» المركبة التى تتقن دورها فى الفن الذى تمارسه وفى نفس الوقت فإن موهبتها الاستثنائية تجعلها قادرة على أن تؤدى مهنة مقدم البرامج والمحاور بنفس  القدرة والكفاءة.

وأؤكد مرة أخرى أن مثل هذه المواهب المركبة نادرة ندرة شديدة.. وهذه الحالات هى الاستثناء الذى يؤكد القاعدة وهى فشل الأغلبية  الساحقة من هؤلاء الفنانين فى مجال تقديم البرامج.

وعندما أشاهد هؤلاء يلح عليّ المثل الشعبى الذى يقول «زى اللى رقص ع السلم.. لا اللى تحته شافه ولا اللى فوق شافه».

يبقى أن أعتذر للقراء  لأننى لم أضرب أمثلة لكل مجموعة.. ولكننى أثق أن القراء لديهم الفطنة التى تجعلهم يعرفون الأسماء التى ينطبق عليها كل مثل شعبى من الأمثال التى ذكرتها.