رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

من قال إننا خسرنا بطولة أفريقيا ؟! لقد كسبنا ما هو أكبر وأعظم وأخلد من بطولة العالم...... كسبنا فى البداية شعبًا ولا كل الشعوب... كان السؤال القديم هو: أيهما أهم رغيف العيش أم الدواء.... ومن خلال الأسبوعين الماضيين اتضح أن مصر وتراب مصر أهم من الرغيف والدواء معًا... ليس  كلامًا مرسلًا فى الهواء فى وقت ما... أبدًا.... مصر كلها كانت فى استادات الجابون.... مصر كلها شاهدت المباريات بفلوسها.... مصر كلها ركبت المواصلات فى هذا الزحام بحثًا عن تليفزيون فى مركز شباب أو فى كافتيريا أو حتى فى محل بقالة!!!

وفى الميادين لم يتحملوا الوقوف ساعتين فاستأجروا الكرسى الخرزان بأى ثمن لمدة ساعتين... والذين كانوا يتحدثون عن الأخلاق والفضائل.... تعالوا شاهدوا معنا هذا الرجل الذى ترك كرسيه لسيدة وبحث لنفسه عن صندوق خشب مهما كان به من مسامير!!! الأطفال الصغار يُهيئ لهم الناس مكانًا فى الصدارة أمام الشاشة! دفعوا ثمن كوب الشاى ثلاثة أضعاف ولم يشربوه بل دفعوا أيضًا البقشيش فرحًا بصاروخ صلاح أو هدف كهربا.

«....»

هذا هو شعب مصر الذى شاهد المباراة من أسوان والنوبة حتى مرسى مطروح.... ولا توكيلات سعد زغلول!

هذا هو شعب مصر العظيم الذى لم يفقد أعصابه فى آخر ربع ساعة نتيجة خطئين من الدفاع فضاعت الكأس.... عاد الشعب الى منزله حزينًا فى صمت وسكون... لم يفقد أعصابه بل بدأ يفكر فى آمال جديدة أهم من الكأس.... أمل الوصول الى المونديال فى موسكو.... هذا هو شعب مصر الرائع.... مات سعد زغلول معبود كل الناس ولكنهم تماسكوا وساروا خلف خليفته مصطفى النحاس حتى إلغاء المعاهدة وخروج المحتل!

«....»

خسرنا بطولة.... ولكن كسبنا أعظم شعب على سطح الكرة الأرضية.... وهذا يذكرنى بمأساة إضراب كل المصريين الذين كانوا يعملون فى ثكنات الإنجليز فأطلقوا عليهم النار وقتلوا معظمهم!!! وبكى مصطفى النحاس كما لم يبك قط من «قبل»..... وقام بإعداد جنازة صامتة لصلاة الغائب من مسجد الكخيا المذاعة على الهواء.... وصلّت مصر كلها من أسوان لمرسى مطروح خلف إذاعة الصلاة كما طلب مصطفى النحاس.

ـ اخلع حذاءك.... وأنت واقف مكانك لا سجود ولا ركوع.... صل معنا وقوفًا وأنت حيث أنت.

كل البيوت وكل المصالح الحكومية وغير الحكومية وكل المدارس والمستشفيات والمحلات وكل الناس فى الشارع على الرصيف أو فى عرض الشارع صلت، مصر كلها.... كانت هذه الصلاة الرهيبة يوم 18/11/1951.... هذه هي مصر.

«.....»

نعم.... هذه هى مصر.... الوحيدة التى تم ذكرها فى كتاب الله.... لذا استحقت خير رئيس تكفيه هذه اللفتة الرائعة..... هذه اللمسة الأكثر من عظيمة..... حينما ذهب إلى المطار ليقول للفريق بنفسه باسم كل المصريين أوجه لكم كل التحية والاحترام والتقدير.

شعبنا شعب عظيم... يستحق هذا الرئيس.