عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


بعض الزعماء والقادة والساسة أثار انتخابهم حماسة وأملًا حول العالم، فيما تسبب آخرون في حبس الأنفاس ـ حيرةً وقلقًا وترقبًا ـ مثل الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب!

اعتلى ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة بعد حملة انتخابية «فضائحية» استمرت عامًا ونصف العام، نجح خلالها في استغلال قدراته الفائقة على الترهيب والمبالغة، وبراعته في التعامل مع وسائل الإعلام.

ولكن؛ بعد أقل من شهر على انتقاله إلى البيت الأبيض، نجد أن أعداد الرافضين والمتظاهرين تتزايد، والحشد ودعوات جمع التوقيعات تتصاعد، والهجوم الإعلامي ضده لم يتوقف لحظة واحدة!

استقالات بالجملة، وتحركات شعبية مناهضة، ورفض من قطاعات لا يستهان بها، حتى وصل الأمر إلى قرارات قضائية ترفض توصيات وقرارات ترامب، في ظل ترقب أوروبي ودولي، باستثناء إيران.. أما العرب فقد التزموا الصمت والهدوء والبيانات المستأنسة!

نتصور أن قرارات ترامب الكارثية والمثيرة للجدل، لم تكن مفاجئة أو مستغربة، فالرجل لم يخذل ناخبيه ومؤيديه، وقام بتنفيذ وعوده الانتخابية التي رفعها خلال حملته، ولم يتراجع عنها بعد فوزه بالانتخابات!

تلك القرارات الكارثية، مثل حظر سفر مواطني 7 دول «إسلامية»، ونيته المعلنة بنقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس ـ في حال تنفيذها ـ ستنذر بعواقب كارثية لا يمكن التنبؤ بها، لأنها ستشعل دورة العنف وإراقة الدماء، كما ستوفر أرضية خصبة لازدهار كافة أنواع التطرف بالمنطقة.

إن عنصرية وطائفية ترامب الواضحة، قد تمثل استراتيجية سياسية هدفها استخدام خطاب التخويف والفزع، لخلق «عدو» وهمي يبرر سياساته الهمجية، وتغذية مشاعر الكراهية للأجانب، باعتبار أن ورقة «الأمن» هي الرابحة في أي صراعٍ مع الخصوم!

لعل تنديد عشرات النجوم في هوليوود والإعلاميين ونجوم المجتمع، والتظاهرات المتتالية لآلاف الأشخاص، في ولايات ومدن أمريكية طوال الأسابيع الماضية، وهتافهم «ترامب ليس رئيسي»، يؤكد أن المجتمع الأمريكي ما زال ينبض بالحياة، ولن يضحي بتراثه التعددي الذي يحاول الرئيس الجديد طمسه!

قبل أيام بدأت حملة توقيعات على وثيقة شعبية عالمية، ضد قرارات وسياسات وخطابات الرئيس الأمريكي الجديد، ولكن رغم عدم جدواها، إلا أنها قد تدفع ترامب للسير على خطى توقيعات حملة «تمرد» في مصر، لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي، المحسوب على جماعة الإخوان!

نعتقد أن التناقض الواضح والتفرد وإقصاء الآخرين هما السمة المميزة لقرارات ترامب الأخيرة، خصوصًا ما يتعلق بقراري حظر السفر، وخطة توجيه ضربة قاضية إلى داعش في العراق وسوريا، ما يمكن اعتبار الأمر بمثابة هدية لجماعات التطرف والإرهاب!

أخيرًا.. إن استغلال ترامب بعض المخاوف من الإسلام لتحقيق مكاسب سياسية، من خلال التخلي عن المبادئ والقيم الإنسانية والديمقراطية، سيكون بمثابة بث الروح في الأيديولوجية الميتة والمتحللة لمرتكبي الجرائم الإرهابية.