رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن الرئيس الأمريكى الجديد –دونالد ترامب– غاوى مشاكل، فقد أقحم نفسه مؤخرًا فى العديد من المشاكل، لدرجة جعلت من الصعب عليه التراجع عنها.

فى مقدمة هذه المشاكل، المشكلة المترتبة على القرار الصادر بشأن رفض إقامة المهاجرين أو نزوحهم لأمريكا -خاصة المسلمين منهم- وتحديدًا التابعين للدول السبع التى أعلن عنها مؤخرًا، وهى: (إيران – سوريا – العراق – الصومال – السودان – ليبيا – اليمن)، فقد ترتب على تنفيذ هذا القرار العديد من الاحتجاجات عالميًا ومحليًا، وجميعها تتهم الرئيس الأمريكى بالعنصرية ومخالفة دستور البلاد.

فى الحقيقة، أن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، قد تناسى أن جميع الأمريكان -فى الأصل- من المهاجرين الذين نزحوا إليها بعد اكتشافها، من أوروبا وأفريقيا وباقى دول العالم. فلا يوجد من هو أمريكى الأصل إلا الهنود الحمر، الذين كانوا يقيمون بها قبل أن يكتشفها الرحالة المعروف كريستوفر كولومبوس. قرار الرئيس الأمريكى بمنع الهجرة عامة إلى أمريكا وبصفة خاصة للمسلمين منهم، سيترتب عليه مشاكل عديدة يصعب تداركها، ويعلم الله وحده مدى الاضرار التى قد تحدث نتيجة لهذا القرار.

وفضلاً عن هذا القرار المثير للجدل، فالبادى أن الرئيس الأمريكى الجديد لديه العديد من الرغبات أخرى التى سبق أن أفصح عنها خلال جملته الانتخابية، ولكن لم يصدر بعد بشأنها أى قرارات، هذه الرغبات لا تقل خطورة عن القرار السابق، منها، رغبته فى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ورغبته فى بناء حائط يفصل بين أمريكا والمكسيك على طول الحدود بين البلدين، ورغبته فى محاربة الإرهاب عامة وتنظيم داعش بصفة خاصة، وأخيراً رغبته فى اعتبار الإخوان جماعة إرهابية. كل هذه الرغبات وغيرها، فيما لو نفذها سوف تجر عليه مشاكل عديدة، وربما قد يترتب عليها أيضا أضرار بالغة على الشعب الأمريكى.

لقد بدأت أوروبا فى التخوف من الآثار التى ستتحقق فيما لو بدأ الرئيس دونالد ترامب فى تنفيذ رغباته التى أفصح عنها خلال حملته الانتخابية، خاصة محاربة داعش، واعتبار الإخوان جماعة الإرهابية، هذا فضلاً عن قرار منع المهاجرين من دخول أمريكا. أوروبا ترى أن هناك اتفاقاً السابق بينها وبين أمريكا فى عهد الرئيس أوباما بشأن منطقة الشرق الأوسط، هذا الاتفاق على أساسه تم الاستعانة بداعش والإخوان لتنفيذ مخططهم المسموم الذى يهدف إلى تفتيت وتمزيق منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل والقضاء على الإسلام والمسلمين.

أوروبا الآن ترى أن عدول أمريكا عن تنفيذ المخطط المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد، ورغبة أمريكا فى محاربة داعش التى يعتبرون أنها الأداة المنفذة لهذا المخطط. هذا الأمر من شأنه أن يجعل الجانب الأوروبى فى خيار بين تنفيذ هذا المخطط وحدهم أو العدول عن تنفيذه نهائيا، درءاً لهجرة المزيد من المتطرفين النازحين من دول الشرق الأوسط، وبالتالى، فقد تحول الأمر الآن إلى مواجهة حقيقية بين الشعب الأمريكى من ناحية والشعوب الأوروبية من ناحية أخرى، وكل منهم يحاول أن يدرأ عن نفسه المخاطر التى قد تحدث بسبب القرارات الصادرة عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وضع المجتمع الأمريكى الآن فى موقف صعب، سواء من ناحية منع المهاجرين المقيمين فى أمريكا من دخول البلاد، أو من ناحية نزوح المهاجرين إلى أوروبا. هذا الأمر من شأنه أن يحدث انشقاق كبير يصعب تداركه أو تصور عواقبه فيما بين أوروبا وأمريكا. كان الله فى عون الرئيس ترامب إذا ما استمر فى إصدار المزيد من القرارات المثيرة للجدل، وكان الله فى عون مصر التى كانت تستبشر خيراً من وصول الرئيس ترامب للحكم، خصوصاً أن هناك تفاهماً كبيراً بين الرئيس السيسى والرئيس ترامب.

وتحيا مصر.