رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

ثار جدل إعلامى طوال الأسبوع الماضى حول يوم 25 يناير.. هل هو عيد ثورة رائعة أم عيد الشرطة.. ولم يسفر الجدل الطويل عبر السنين الماضية أيضاً عن إجابة لهذا السؤال.. فعادة الأعياد حينما تتقابل تكون مثلاً بين تواريخ أعياد دينية مع أعياد خاصة.. شم النسيم مثلاً يوافق عيد ما.. وهذا لا يحدث إلا مرة واحدة خلال سنوات طويلة.. أما عيدان فى تاريخ واحد على طول ودائماً وعلى مدى العمر كله فلم يحدث قط من قبل.. فما الحل حتى لا نظل كل عام يحاول أنصار كل عيد أن يستأثروا بالاحتفال، ويحاول الإعلام غير المسئول أن يلعب على أوتار الخلاف بلا داعى؟!

<>

الرأى عندى.. وهو رأى شخصى..

عيد الشرطة عيد يوم واحد محدد ولن يتكرر أو يتغير.. الاحتلال الإنجليزى أراد أن ينتقم من نسف قطار كامل ملىء بالضباط والجنود وذخيرة عسكرية جاء من إنجلترا نجدة لمعسكره فى القناة بعد أن اشتدت المقاومة الشعبية لهذا المعسكر.. تم تفريغ سفينة حربية كاملة فى قطار مخصوص فى ميناء الإسكندرية، فتم نسف القطار قرب مدينة أبوحماد تحت إشراف وجيه أباظة ابن محافظة الشرقية، فجن جنون إنجلترا كلها وأرادوا الانتقام من مصر عن طريق نسف محافظة الإسماعيلية بمن فيها من ضباط وجنود.. وحينما أنذر القائد الإنجليزى بالميكروفون قيادة أمن الإسماعيلية بالخروج جميعًا رافعى أيديهم إلى أعلى للاستسلام للجيش الإنجليزى.. فرفض وزير الداخلية فؤاد سراج الدين الاستسلام وقرر مقاومتهم.. وبالفعل قرر بعض ضباطنا وجنودنا المقاومة وأطلقوا الرصاص على الجنود الإنجليز الذين يحاصرون المحافظة وسقط بعضهم.. وهنا تم نسف المحافظة ومات من مات ونجا البعض.

من المضحكات المبكيات

قررت ثورة يوليو بعد أسابيع من قيامها محاكمة فؤاد سراج الدين، لأنه لم يستسلم وتسبب فى مقتل العديد من الشرطة المصرية وهدم المحافظة.. وصدر حكم محكمة الثورة برئاسة عبداللطيف بغدادى وعضوية أنور السادات وحسن إبراهيم بالسجن عشر سنوات لفؤاد سراج الدين.. ومن ذكرياتى أن سراج الدين كان يعلم بالحكم قبل أن يذهب إلى المحكمة!! وكان مقرها استراحة قصر النيل بجوار تمثال سعد زغلول.. لذلك ذهب سراج الدين إلى المحكمة وهو مستعد تماماً للسجن.. فقد كانت جيوبه خاوية تمامًا إلا من منديلين!! ترك كل شىء فى المنزل قبل أن ينزل.. المحفظة والمفاتيح والأوراق حتى الحزام خلعه، لأنه ممنوع فى السجن وكذلك الساعة!!

<>

وطوال الفترة من يناير 1952 حتى قيام الثورة فى 23 يوليو كان الإعلام الحر وكبار الكتاب والصحفيين والسياسيين يشيدون بموقف مصر الرائع التى لم تخضع لتهديد إنجلترا ولم ترفع راية الاستسلام ومن مات كان شهيدًا.. وربما كان هذا سبباً فى التعجيل لمحاكمة سراج الدين.. رغم مرور ستة أشهر على الحدث.

يريد الله أن ينصف من يستحق الإنصاف، فجاء الثورى أستاذنا سليمان حافظ، وكيل مجلس الدولة والأستاذ بكلية الحقوق، جاء وزيرًا للداخلية وكان الاحتفال بهذا اليوم والعناية بأسر شهداء الإسماعيلية داخل مبنى وزارة الداخلية.. وفى 25 يناير 1954 خرج الاحتفال إلى خارج الوزارة وبحضور جموع الناس سياسيين وغير سياسيين.. وهنا صاح من صاح فى وسط الجمع الكبير (البطل الذى نحتفل به داخل السجن بتهمة عمله الوطنى)؟!! وأمام الرأى العام اضطرت الثورة أن تفرج عن فؤاد سراج الدين فورًا.. إنها من المضحكات المبكيات فى تاريخنا الحديث.

<>

وبعد...

هذه قصة «يوم محدد» لا يتكرر.. أما ثورة 2011 فهى ثورة عام كامل وليست ثورة يوم بعينه.. ثورة ميدان التحرير مثل ثورة 1919 وهى أعظم ثورة فى تاريخنا.. ثورة شعب كامل من أسوان إلى مرسى مطروح أسفرت عن حصولنا على أغلى ما نملكه.. استقلالنا لنصبح دولة ذات سيادة.. ماذا لو سمينا ثورة عيد التحرير ثورة 2011 مثل ثورة 1919.. ويكون يوم الإجازة 11 فبراير يوم نجاحها يوم عزل مبارك.. وينفرد يوم 25 يناير بالاحتفال بعيد الشرطة.. ما رأيكم.