وطن رقمي

الدور الأهم لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو تنمية المجتمع بمختلف قطاعاته اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا أيضًا، بل لا نبالغ إذا قلنا إن تكنولوجيا المعلومات هى الكفيلة بالقضاء على آفات المجتمع من فساد ووساطة ومحسوبية وروتين وبيروقراطية ،وهى أيضا الكفيلة بتحقيق الانضباط والعدالة ؛ولذلك فإن توجه الدول الحديثة إلى عالم اقتصاد المعرفة والثورة الرقمية بمعنى أن يصبح المواطن رقمًا والتعامل مع أجهزة الدولة من خلال هذا الرقم، بمعنى أوضح أن يحمل المواطن كارتًا ذكيًا يحمل كل بياناته ولا يحتاج لأن يحمل غيره فيه رخصة قيادته وبطاقة تموينه وكارت البنزين وفيزا التعامل مع البنوك وكل ما يلزم للتعامل مع كل مؤسسات الدولة وأيضًا يمكنه أن يدخل على تطبيق من خلال الموبايل فيستخرج ما يشاء من أوراق دون الحاجة إلى الذهاب إلى دهاليز المصالح الحكومية وما أدراك ما دهاليز المصالح الحكومية وروتين وكسل ومضايقات وفوت علينا بكرة يا أستاذ وورقك ناقص واطلع فوق عند مدام عنايات اللى مزوغة علشان تجهز الغدا لأولادها وزوجها، والموظف الذى يقضى كل وقته فى تناول الطعام والوضوء والصلاة وحاجات تانية لا داعى لذكرها فكلنا نعرف الحكاية ولدينا جميعا تجارب مؤسفة مع المصالح الحكومية. 

المهم أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقيادة الوزير الشاب المهندس ياسر القاضى أدركت أن دورها ليس فقط توفير خدمات الاتصالات والتليفونات والانترنت ولأن هذا الوزير لديه خبرات حياتية وعلمية اكتسبها من خلال عمله فى شركات أجنبية والتعامل مع دول تعرف قيمة تكنولوجيا المعلومات وضع هدفًا كبيرًا أمام هذا القطاع بعد أن أدخل تكنولوجيا الجيل الرابع وصناعة الموبايل والتابلت وتطوير صناعة البرمجيات والتعهيد ونشر المناطق التكنولوجية فى محافظات مصر لتحقيق عدالة التنمية، يسعى الوزير والذين معه إلى ترسيخ مفهوم الاقتصاد والمجتمع الرقمى وقطعوا شوطًا هائلاً فى هذا الطريق وسوف نرى مجتمعنا قريبًا يتخلص من الروتين وينطلق من خلال تنمية شاملة فى أعمال الشركات المصرية المتخصصة فى مجال الصناعات الرقمية والخدمات والحلول الذكية وتنمية الطلب المحلى ورفع الوعى المجتمعى بأهمية دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى تنمية مختلف القطاعات الرئيسية والحيوية والتى تنعكس بشكل مباشر على تطوير الخدمات للمواطنين والتيسير على حياتهم والنهوض بالمجتمع.