رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

إنهم يسرقون «الوفد»..... يسرقونه منذ مدة طويلة ولا أحد يتصدى لهم..... مثلا خلال حرب كوريا 1950 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعلنها مصطفى النحاس مدوية «الحياد الإيجابى بين القوتين الأعظم»..... وفى مجلس الأمن محمود فوزى مندوب مصر الدائم رفض التصويت لصالح أمريكا وقامت الدنيا ولم تقعد..... مصر ترفض إدانة روسيا وترفض الاشتراك فى الحرب..... وأيضا «جيوش مصر لا تخرج من بلدها» أعلنها مصطفى النحاس مدوية.

وتوالت السرقات..... جمال عبدالناصر يدعى أنه صاحب دعوة الحياد الإيجابى وأنه أول من نادى بها فى مؤتمر باندونج عام 1954!! وأخيرًا الآن ترفض مصر المشاركة عسكريا فى أى حرب خارج مصر..... ندافع عن أنفسنا بعمليات فردية سريعة حتى لا يتكرر الاعتداء علينا هذا مقبول ومطلوب حتى لا يفكر أى معتد أثيم أن يتعدى حدودنا..... لا أكثر..... وخلال حرب كوريا طلب السفير الأمريكى من الملك فاروق إرسال سفينة قمح إلى الجيش الأمريكى فى كوريا..... وستدفع أمريكا ضعف ثمن القمح..... وافق الملك فاروق..... ورفض مصطفى النحاس مجرد مقابلة السفير الذى اعتذر له صلاح الشاهد، مؤكدًا للسفير أن النحاس يرى أن إرسال السفينة للجيش الأمريكى خروج عن مبدأ الحياد الإيجابى..... هذا جزء يسير من تاريخ الوفد العظيم الذى حاولت ثورة يوليو تشويهه!!

«...»

وبالتشويه والافتراء مع الجهل وعدم الخبرة..... حاولوا تطبيق الإصلاحات الاجتماعية الوفدية فلم ينجحوا..... الصحف - كل يوم - مملوءة بكلام المسئولين عن مراعاة الطبقات الفقيرة ورفع العبء وعن الطبقات الوسطى..... و..... و..... مجرد كلام..... ولم يحدث شىء ولم يفكروا فى مشروع جديد، بل زادت المعاناة واسألوا أهل أى بيت فى مصر.

«الوفد» صاحب فكرة «مشروع القرش» الذى حاولوا تقليده بحكاية «صبح على مصر بجنيه» ومشروعات «تحيا مصر» وغيرها.

لم تنجح أى فكرة من هذه الأفكار «التقليد» رغم زيادة الفقر الآن وزيادة عدد الناس وبالتالى عدد المؤمنين المتبرعين..... مثلا..... قيل إن فى أول يوم لمشروع القرش تم جمع 17 ألف جنيه!! حكاية مشهورة وهذا مبلغ رهيب فالجنيه فيه مائة قرش وعدد السكان لا يزيد على عشرة ملايين!!

حكومة «الوفد» أخذت هذا المبلغ وفتحت مصانع الطربوش المغلقة..... وكان هذا فى خدمة الفقراء أكثر من أى شخص آخر..... لأن الطربوش كان لابد منه على رؤوس الجميع من تلميذ المدارس الإلزامية ذى الأربع سنوات حتى الوزير..... وباقتصاديات هذا الزمن يعتبر أى طربوش غاليا جدا للخوص الداخلى الذى يتكرر باستمرار والقماش الأحمر من صوف معين غال أيضا وكانت مكواة الطربوش رغم غلائها أيضا لا تعيد الطربوش إلى سابق عهده لذا معظم محلات الطرابيش أغلقت أبوابها فكانت النجدة من مشروع القرش من أجل الفقراء أيضا.

«...»

مثلا... مجرد مثال آخر.....

لاحظ رجال الريف الكبار أصحاب العزب المقيمون فى قراهم أن معظم الفلاحين يسيرون حفاة..... لا يلبسون «المركوب» إلا عندما يذهبون إلى البندر!! هنا ظهرت فكرة «محاربة الحفاء»..... اتفقت حكومة «الوفد» مع شركة باتا - شركة تشيكوسلافيه لها فروع فى مصر على تخفيف الضرائب عنها بقدر منح نسبة من منتجاتها للحكومة لتوزيعها بالمجان على الفلاحين.

«...»

مشروعات حكومات «الوفد» الاجتماعية خير وأكبر رد فعل من أية حكومة فى العالم تدعى الاشتراكية أو الشيوعية أو خلافه.

وهناك مشروع اسمه «القرض الحسن»..... ما أحوج موظفى مصر إليه اليوم فى هذه الأزمة الحالية..... أى موظف قابلته ظروف عادية نتعرض كلنا لمثلها..... زواج بنت أو ابن..... عملية جراحية عاجلة..... وقع سقف المنزل من الأمطار..... مثلا مثلا..... القرض الحسن من الحكومة فى الحال ومقدار القرض والأقساط يتفق عليها مع الموظف الذى تعرف وزارته كل شىء عنه..... بلا أية فوائد ويتم الخصم من المنبع من خزانة الوزارة رأسا بعد فترة سماح.

يا سلام..... لو قام رجال القانون فى الوفد برئاسة القانونى الضليع الكبير الأستاذ أبوشقة بوضع مشروع قانون - وربما يجدون صورة من قانون عبدالحميد عبدالحق باشا القديم ويقدمه الوفد لمجلس النواب..... لابد من تواجد قوى وفعال لحزب الوفد فى هذا المجلس وهذه قصة أخرى.