رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ألا يخجلون.. ألا  يشعرون.. ألا  يفكرون ويأسفون لحالهم وحالنا.. حدث بالفعل أن وجدت مجموعة من المراهقين الصبية فى حوالى السادسة أو الخامسة عشرة من أعمارهم يجلسون فى أحد النوادى الراقية بالمهندسين، يحمل كل منهم أحدث أنواع الموبايلات، ويرتدى ملابس فاخرة، ويشربون ويأكلون ويمرحون، ويتحدثون بصوت عالٍ عن تسريب امتحانات الإعدادية لهذا العام، وكيف يمكنهم الحصول على نسخة من امتحانى العربى والإنجليزى عبر الواتس آب وأن ما حدث شىء رائع، ثم بدأوا يتشاورون عن المبالغ المالية التى حصل عليها من نجح فى تسريب أوراق الأسئلة.. كل هذا وهم فى حالة سعادة بالغة بالمغامرة وبفكرة الغش فى الاختبارات.. مثلهم مثل الطلاب والطالبات الذين يتفننون ويبدعون فى كتابة المقرر على أجسادهم أو فى أوراق صغيرة جدًا يخفونها داخل ملابسهم أو يضعونها على الموبايلات أو يتبادلون الأجوبة عبر سماعات الأذن الواى فاى بدون أسلاك وتحت الحجاب والنقاب.. الغش أسلوب حياة أدمنه الصغار وعلموه الكبار وأصبح جزءًا من الحياة اليومية للمواطن المصرى، وهو ما أدى إلى الفساد والخراب.. ومع تفشى الغش نجد مهزلة وكارثة فى مجال التعليم يفخر بها.. رئيس أعرق وأقدم جامعة فى الوطن العربى ومصر.. جامعة مصر الأولى القاهرة.. أو جامعة فؤاد الأول قبل ثورة 1952 رئيس الجامعة قرر أن يضرب عرض الحائط  بكل أساليب التقييم العالمية والتى تسمى الاختبارات التى تتنوع فى التقييم وفق عدة معايير تعليمية عن التذكر والتحليل والاستنباط والتعبير وهى مهارات علمية تختلف باختلاف المادة العلمية التى سوف يتم تقييم أو اختبار الطالب بها.

فإذا بالدكتور رئيس الجامعة مع مجلس الجامعة والسادة العمداء يقررون أن تكون اختبارات منتصف العام «بابيل شيت» وهى كلمة إنجليزى تعنى فقاعات ورقية.

آه والله.. امتحانات جميعها بطريقة صح وغلط.. على أساس أن السادة المحامين ووكلاء النيابة القادمين ومستشارى مجلس الدولة والقضاة لن يكتبوا مرافعات ويعبروا عن ذواتهم باللغة العربية أو الإنجليزية وإنما سيقفون أمام المنصة والمجرمين ويقولون سرقت.. نعم.. قتلت.. لا.. اختلست لا.. دمرت نعم 

ويصدر حكم فى القضايا بالصح والغلط.. أما فى كليات الآداب والتربية والإعلام مثلا، فإن المدرس والإعلامى لن يعبر عن ذاته وإنما سيكتفى بالإشارة بعلامات الصح والخطأ ونفقد قدرة التعبير والتذكر والتحليل والاستدلال.. فى الماضى كانت كليتا الحقوق والآداب تعقدان اختبارات شفوية للطلاب للتأكد من قدرة الخريج على التواصل اللغوى السليم.. ومع تزايد الأعداد اختفى الاختبار الشفوى من العديد من الكليات وتم الاكتفاء بالأسئلة والأجوبة التحريرية.

الدكتور رئيس الجامعة يربط بين ذلك الأسلوب غير التربوى والتعليمى والقاصر فى التقييم وبين توفير ملايين الجنيهات لميزانية وخزانة الدولة.

وكأن مهمة رئيس الجامعة هى توفير أوراق للدولة على حساب العملية التعليمية والخريج الذى سوف يفخر بأنه لم يتعلم شيئًا ولم يتم تقييمه بأسلوب علمى سليم.. دائرة التعليم فى البرشامة والكبسولة السريعة دائرة تدمر الوطن ولن يجدى أى بناء لهذا الوطن طالما لم نبن المواطن ونعلمه ونعود به إلى منظومة القيم والأخلاق والتى تبدأ من المدرسة والجامعة وتنتهى إلى مجال العمل.

الإعلام يوجه الرأى العام والسلوك ولكن التعليم يغرس فى النفس المعلومة والقيمة والفكرة والخلق وينشئ الأوطان ويرسى أركان الدولة.. من التسريب إلى الفقاعات الهوائية.. يا وطنى لا تحزن.