عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع قرب بدء حكم الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب بعد أيام – الجمعة القادمة -  يضع ملايين المسلمين فى الولايات المتحدة ايديهم على قلوبهم من المستقبل المجهول الذى يتنظرهم فى ظل مؤشرات مختلفة على احتمالات تصاعد موجة فوبيا الإسلام هناك.  بدأت أولى إرهاصات هذه المؤشرات بطلب ترامب قاعدة معلومات بشأن المسلمين الموجودين على الأراضى الأمريكية فيما كان يشير إلى أنه سيضعهم تحت المجهر. ثم توالت المؤشرات بعد ذلك ومنها احتلال الجنرال مايكل فين منصبا مرموقا فى إدارة ترامب هو منصب مستشار الأمن القومى، وتبدو وطأة هذا الأمر فى الفكر الذى يتبناه فلين ويقوم على أن التشدد الإسلامى لا يعتبر خطرا فقط بل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة الأمريكية.

إذا أضفنا إلى ذلك ما أدلى به المرشح لوزارة الخارجية الامريكية الأسبوع الفائت من بدء إعطاء مزيد من الاهتمام لتنظيمات إسلامية أخرى بعد القضاء على داعش ووضعها على لائحة المنظمات المحظورة، وهو ما قد يجد طريقه إلى التنفيذ الفعلى خاصة بعد تقدم اثنين من أعضاء الكونجرس من الجمهوريين هما تيد كروز ماريو دياز بمشروعى قانون فى هذا الصدد بغض النظر عن كون السهام موجهة إلى جماعات أو منظمات تحظى بالرفض فى العالم الإسلامى ذاته.

فالمشكلة ليست فى التعامل مع منظمة أو أخرى، وحظرها أو وصمها بالإرهاب.. فلو وقفت عند ذلك لهان الأمر، غير أن تبعات هذه السياسة تنعكس فى أسوأ أثارها على مسلمى الولايات المتحدة بشكل قد يصل بالبعض منهم إلى تفضيل خيار الهجرة المعاكسة وهو الهدف الذى تسعى إليه الكثير من الجماعات الأمريكية وعلى رأسها تلك التى تطلق على نفسها اسم «أوقفوا أسلمة أمريكا». وقراءة فى كتاب اليسارية الأمريكية ديبا كومار والذى صدر مؤخرا تحت عنوان  «فوبيا الإسلام والسياسة الإمبريالية» يكشف عن العديد من المآسى التى ترتكب ضد المسلمين على خلفيات مثل هذه القضايا والاتهامات. 

إن نظرة متأنية للتوجهات الأمريكية تجاه مجمل الحركات الإسلامية وتجاه العالم الاسلامى ذاته تكشف عن حجم الزيف فى المعلومات التى تقدم للجمهور وعن ضخامة التضليل الذى يراد أن يتم تسويقه من اجل تمرير سياسات معينة يتقبلها الناس هنا وهناك، وعن النظرة الساذجة التى ننظر بها لمثل تلك السياسات، وتصل لحد محاولة تسويقها من قبل أنظمة وليس فقط أفراد ووسائل إعلام.

 ذلك أن علاقات واشنطن مع الحركات الإسلامية لم تسر على وتيرة واحدة على مدى العقود السبع الماضية منذ إنخراط أمريكا فى قضايا الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى حد ما ذهبت ديبا كومار فى الكتاب المشار إليه فإن الإسلاميين لم يكن ينظر لهم دوما على أنهم أعداء، وإذا كانوا كذلك فى بعض الحالات فإنهم لم يكونوا كذلك فى حالات آخرى. فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي سعى الزعماء الإسرائيليون بمساعدة من حلفائهم من المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة إلى اقناع القيادة الأمريكية بأنها تواجه عدوا أكبر مما تتصور هو الأصولية الإسلامية ولم تنجح جهودهم إلا بعد 11 سبتمبر.

باختصار الموقف من المنظمات الإسلامية التى تدرج فى عداد الإرهاب أو غيره مثل شاكلة داعش أو الإخوان أو غيرهما إنما يتحدد بناء على رؤية صانع القرار الامريكى لمدى مصلحة بلاده فى مواجهتهم أو التعاون معهم. يكفى فى هذا الصدد الإشارة إلى ما اعترف به وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى من أن داعش كانت صناعة أمريكية نظرا لدورها فى مواجهة نظام الأسد. هناك الكثير مما يمكن أن يقال فى هذا الصدد وتضيق به مساحة هذا المكان وهو ما قد نتعرض له بالتفصيل فى مرات مقبلة.

[email protected]