رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعرف أن «التوك توك» أصبح من أهم مصادر الدخل لأكثر من 5 ملايين أسرة، تقريباً، وأصبح وسيلة مواصلات لا غنى عنها وخصوصاً فى القرى.

أعرف أيضاً أنه أصبح من أخطر الوسائل التى تساعد على ارتكاب الجريمة، وسبباً لوقوعها فى معظم الأحيان، وبواسطة هذه الدراجة ذات الثلاث عجلات، توزع أسلحة ومخدرات بين جمهور الجريمة، بل أصبح هو نفسه مسرحاً لارتكاب جرائم التحرش والاغتصاب والخطف والقتل.

ففى مديرية أمن الغربية على سبيل المثال سقط عدد من القتلى خلال الأشهر القليلة الماضية، بغرض سرقة التوك توك، لبيعه بعدة آلاف من الجنيهات فى قرية أو محافظة أخرى، آخرهم فى زفتى، حيث قام بعض الأشخاص باستدراج سائق ثم قتلوه بدم بارد لسرقة التوك توك، وأصبح أكثر ما يشغل بال اللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية واللواء إبراهيم عبدالغفار مدير مباحث المديرية، هو كيف تتم مواجهة هذا «العفريت» الذى بات ثقيلاً على النفس سواء فى عالم الجريمة أو حتى سبب وقوع حوادث السيارات، وعلى الطريق والاختناق المرورى داخل المدن وعلى الطرق السريعة، بدليل ما نراه على زراعى القاهرة – الإسكندرية!

الغريب أن القانون لم يحدد حتى الآن كيفية مواجهة جرائم هذه الوسيلة أو حتى تقنين وضع الدراجة -التوك توك-، ذات العجلات الثلاث، صحيح تم منع استيراده ولكن ما زال حتى الآن ينتج محلياً عن طريق التجميع، وبالتالى ما زال عدد هذا «العفريت» يتكاثر وينتشر كالنار فى الهشيم.

وتسأل لماذا أصبح التوك توك من أسهل الوسائل التى تساهم فى نشر الجريمة، بل أصبح هو ذاته مسرحاً لها، فتجد الإجابة الطبيعية والجاهزة بأن هذه الوسيلة تسير بلا أوراق تثبت «أصله وفصله» وتتبع تاريخ مولده حتى مماته فى التكهين والخردة.

حتى الدراجات النارية أصبحت هى الأخرى سبباً فى انتشار جرائم الإرهاب وخطف حقائب السيدات ولنفس السبب، فمعظم هذه الدراجات تسير بلا لوحات ثبوتية ولا أحد يعترضها إلا فيما ندر.

والحل ليس فى منع التوك توك، فلا تصدق أن أحداً يستطيع الآن منعه، لأنه أصبح من أهم مصادر الدخل القومى، والوسيلة التى تدر دخلاً مناسباً وسريعاً لأسر بالملايين، كانت تعوم فى رذيلة البطالة.

الحل النهائى والوحيد فى سرعة ترخيصه فى المرور ليكون التوك توك له شهادة ميلاد، وأساس وشخصية يصعب تداولها بلا ورق كما هو الحال الآن، فنمنع جرائم قتل أصحابه وسائقيه لسرقته وبيعه فى منتهى البساطة، فضلاً عما سيدره من عائد بالمليارات للدولة التى تبحث عن أى مصدر يسد عجز موازنتها.

وتسأل هل ما أقوله اختراع أو شىء لا يشغل بال المسئولين؟ أجيبك، بالعكس هو كلام قديم ومكرر، ولكن من المهم قوله، والأهم أن نعرف لماذا لا نفعل الصح طالما نعرف طريقه؟ ونتعمد وضع رؤوسنا فى الرمال كالنعام؟!