رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

يعد الطيران المدنى منظومة متكاملة واستراتيجية خطيرة داخل الدولة، حيث يتعلق بصناعة من أهم وأخطر الصناعات وهى صناعة النقل الجوى.. وتعد المطارات المصرية أمناً قومياً.. كما تخدم الشركة الوطنية «مصر للطيران» المصالح العليا للدولة وتعد مصدراً من دعائم الاقتصاد القومى، وقد حققت الشركات التابعة للقطاع أرباحًا رغم التحديات والصعوبات التى يواجها القطاع بسبب حظر بعض الدول لسفر سياحها إلى مصر خلال العام الأخير خاصة روسيا....فبالنسبة للشركة القابضة للمطارات تعتمد الجمعية فى اجتماعها 18 يناير القادم ميزانية الشركة والشركات التابعة عن العام المالى 2015/2016 بعد مراجعتها واعتمادها من الجهاز المركزى للمحاسبات والتى كشفت نتائج أعمالها عن تحقيق أرباح بلغت 882 مليوناً و650 ألف جنيه رغم الظروف التى مرت ومازالت تمر بها المطارات المصرية والتى أدت إلى انخفاض حاد فى إيراداتها.. أما الشركة الوطنية «مصر للطيران» فقد حققت أرباحًا خلال الربع الأول من العام المالى الحالى 2016/2017 بقيمة نصف مليار جنيه، وكان من المتوقع تحقيق أرباح خلال هذا العام بعد خسائر متلاحقة بدأت فى عام 2011.. وكانت الأوضاع تسير فى مسارها الطبيعى وتوقع الجميع أن العام المالى الحالى سيشهد لأول مرة تحقيق الأرباح ويودع الخسائر التى استمرت سنوات، إلا أن تحرير سعر صرف الجنيه المصرى وزيادة الدولار أعاد مصر للطيران إلى ضرورة مواجهة التغيرات الاقتصادية لتفادى الخسائر أو تقليلها، وبخاصة أن 90% من مكونات شركة الخطوط بالعملة الأجنبية.. وعلى الرغم من ذلك لم تتخل مصر للطيران يوماً عن دورها الوطنى، فبالرغم من أن الأخبار التى تطالعنا يومياً بأن كثيراً من شركات الطيران الخاصة تقوم بإلغاء رحلاتها المجدولة إلى بعض المطارات بحجة عدم جدواها الاقتصادية نجد الشركة الوطنية ملتزمة بكامل جداولها.. لكى الله يا «مصر للطيران» فبعض الخطوط التى تعمل عليها ليس لها أى عائد اقتصادى فهى خطوط خاسرة معظمها فى القارة الإفريقية فهى تدعم سياسة الدولة والأمن القومى، أما الشركات الخاصة فتبحث عن التشغيل الاقتصادى وتقوم باختيار الخطوط التى تحقق عائداً فقط وتقوم بإلغاء الرحلة المجدولة التى وافقت عليها سلطة الطيران المدنى دون النظر إلى حق الراكب.

ويبقى سؤال: هل لو كان لمصر للطيران رحلة مجدولة لأى مطار وتم إلغاؤها بنفس السبب لعدم جدواها الاقتصادية، هل سيمر ذلك مرور الكرام؟! فى اعتقادى لا.. ويشهد على ذلك كم الرحلات التى قامت بها إلى مختلف المقاصد دون أن يكون لها أى جدوى اقتصادية

يا سادة.. إنها منافسة غير عادلة لمصر للطيران، فكيف يمكن أن تحقق أرباحاً فى ظل الخطوط المجدولة التى ليس لها جدوى اقتصادية، وكذلك الرحلات الأخرى الموسمية؟

والسؤال الآن: أين حق الراكب فى إلغاء الرحلة التى تم الحجز عليها وعدم وصوله فى الموعد المحدد الذى هو مدون فى تذكرة الراكب؟ وما هو دور سلطة الطيران المدنى فى إلغاء الرحلة؟ وهل من حق شركة الطيران إلغاء الرحلة لعدم جدواها الاقتصادية فى ظل موافقة السلطة على جدول التشغيل الذى تقدمت به الشركة؟ وهل هناك غرامات أو عقوبات من المفترض أن توقعها السلطة على تلك الشركات؟ وهنا أحب أن أذكر الجميع بأنه خلال فترة الثورة كانت الشركات تقوم بهذا الإجراء لإلغاء الرحلة لعدم جدواها الاقتصادية ويبدو انهم استمروا على هذه السياسة أو أنها حليت فى عيونهم!

همسة طائرة.. تحية خاصة «لفرسان التحدى» وزير الطيران المدنى الشاب المجتهد «شريف فتحى» وشركائه فى المهمة الصعبة والمعركة الشرسة «صفوت مسلم» رئيس القابضة لمصر للطيران والمهندس «محمد سعيد» رئيس القابضة للمطارات ورؤساء الشركات التابعة وجميع العاملين الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل أن يعود القطاع إلى سابق عهده من الاستقرار والربحية والامان وسط امواج متلاحقة من التحديات والصعاب رغم «عدم جدوى التشغيل فى بعض الرحلات».