عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لعل أهم ما يمكن أن نستلهمه يوم ميلاد السيد المسيح، ونحن نعيش فى منطقة باتت بتاريخها وتراثها وبشرها وحجرها تغلى على صفيح ساخن مدمر، هى الدعوة الأبرز لرئيس السلام عبر رسالته الرائعة لنشر السلام فى العالم فى عظته على الجبل «طوبى لصانعى السلام، لأنهم أبناء الله يدعون» (مت 9:5).. نعم، السلام كمناخ عام نحلم أن يسود حياة البشر بعيداً عن الصراعات والنزاعات والتحزبات والانقسامات كالتى تلقى بظلالها على الكثير من جوانب ومظاهر حياتنا الآن.. أما رسل السيد المسيح فكان طلبتهم امتداداً طبيعياً لرسالة المسيحية «لتكثر لكم الرحمة والسلام والمحبة» (رسالة يهوذا 2:1)، يطلبون للبشر مراحم الله التى لا تُحد، وسلام الله الذى فوق كل عقل، والمحبة التى مصدرها الله، ولا تكف الكنيسة فى بداية كل صلاة عن أن تطلبها على لسان الكاهن قائلة «السلام للكل»..

لقد عشنا فى مصر حقباً فى ظل تلك الحالة من السلام النسبى المعقول بين الناس دون تمييز أو تطييف على أساس الهوية الدينية أو الجنسية أو الفكرية أو حتى على أساس الطبقة الاجتماعية، غير أن ما عانيناه للأسف فى الفترة الأخيرة بات مخيفاً، بعد أن أصر البعض منا على نشر الفتن ودس المفاهيم الخاطئة تحت ستار عمليات التديين المظهرية بغباوة قلب وبشاعة ضمير وبتراجع معرفى وحضارى رذيل وكراهية وخيانة لوطن عظيم!

وحول ظروف وأحوال المواطن المسيحى فى عصر مبارك، كان قد صدر كتاب «مصر على حافة ثورة» للكاتب البريطانى والمحلل السياسى «جون برادلى» يذكر فيه المؤلف أن نظام الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك كان يغذى الفتنة بين المسلمين والأقباط، مشيراً إلى أن الطرفين كانا يعيشان فى سلام لولا سماح النظام بنشر الفكر المتطرف. وأكد «برادلى» أنه كان على يقين بأن الشعب لن يقبل هذه الحالة من الفساد وتردى العلاقات الإنسانية بين الناس، وعن وضع الأقباط فى مصر قبل وبعد الثورة، قال إنه لم يكن هناك عداء بين المسلمين والأقباط قبل الثورة، حتى لو افترضنا أن الأقباط يخشون من وصول الإخوان إلى الحكم، وما حدث بين الطرفين من محاولات لإثارة الفتن، كان بسبب السماح لنشر الفكر المتطرف، ولذلك يمكننا القول إن نظام مبارك هو الذى غذى تلك الفتنة لأنه سمح بانتشار مثل تلك الأفكار.

[email protected]