رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليست مهمة الكاتب صب الزيت على النار، وقد ينتظر منه إطفائها، غير أنه في كل الأحوال فإن الإعتبار الأول الذي ينبغي أن يضعه في اعتباره المصلحة القومية ككل. ورغم أن مفهوم المصلحة القومية مرن ويصعب التوافق عليه بالنسبة لكل دولة على حدة، إلا أن هناك بعض المواقف التي ترتقي إلى مستوى البديهيات. أقول ذلك بمناسبة ما كتبه الأستاذان الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد بجريدة الشرق الأوسط وما صرح به الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله لوكالة أنباء الأناضول عن مصر في سياق إستعراضهما لعلاقاتها مع دول الخليج وفي القلب منه السعودية والإمارات.

 بعيدا عن الصخب الإعلامي في مصر والذي يرتقي لحد الفلتان في سياق ما يعتبره البعض جزء من ضريبة حرية الصحافة، فإن ما نشره وأدلى به الكاتبين يستحق وقفة وتأمل. لقد بدت لغة الراشد في مقاله الذي عنونه بـ" سد النهضة بين مصر والسعودية" لغة تصالحية أقرب إلى الحرص على مصالح الدولتين في زمن حرج لا شك أن الكثيرين سيحاولون استغلاله لإثارة الضغينة بين البلدين.

 ولا نبالغ إذا قلنا أنها اتسمت بقدر كبير من الحكمة والعقل، ففي سياق تعليقه على الضجة التي أثارها الإعلام المصري على زيارة مستشار العاهل السعودي لسد النهضة يقول الرجل:  وحتى لو افترضنا أن الصورة والزيارة في باطنهما معانٍ غير السياحة والاستثمار فإن إدارة الأزمة باستخدام الإعلام تعتبر وسيلة ضغط قديمة بالية وفاشلة ومضرة. يضيف الرجل في معرض تأكيده على حيوية مصر وأهميتها بالنسبة للعالم العربي والسعودية "إن مصر تبقى أكبر وأهم، وأكثر قيمة عند السعوديين من إثيوبيا. هذه مسألة محسومة مهما قال عكس ذلك الإعلاميون المصريون والسعوديون".

لسنا في وارد ما ورد في المقال فهو موجود على شبكة الإنترنت ولكن نشير إلى حرص الكاتب على تفهم ظروف مصر بأقصي ما يمكن من حجج عقلية لتبرير سياستها والنظر إليها على أنها ليست ضد السعودية كما تحاول أطراف تصويرها، إلى الحد الذي وصل معه إلى محاولة تفهم موقف مصر الأخير في مجلس الأمن والذي تعرض للغمز واللمز حتى على المستوى الداخلي، بشأن المستوطنات الإسرائيلية حيث أشار إلى أن موقف القاهرة في هذا الصدد مرتبط بظروفها "ولا نتوقع منها أن تعرض أمنها ومصالحها الكبرى للخطر، خاصة بوجود دول أخرى قامت بالواجب نفسه وأعفت القاهرة من الإحراج والأزمة من أجل قرار رمزي".

إذا كان هذا الموقف يأتي من الراشد، فإن المثير للدهشة موقف عبد الخالق عبد الله والذي كانت لغته بالغة القسوة خاصة أنها تصدر من شخص يقدم في الاوساط المختلفة على أنه مستشار الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي حيث راح يشير إلى أن ثمة ما اعتبره حالة من "الإحباط والاستياء" الخليجي من أداء النظام المصري داخلياً وخارجياً، الذي "بات يمثل – حسب قوله -  عبئاً سياسياً ومالياً يصعب تحمله طويلاً"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "التخلي عن مصر غير وارد حالياً، لما تمثله من أهمية، وهي قادرة على تجاوز عثراتها". وهو ما نرى أنه تعبير خانه التوفيق في التلفظ به حيث أن مصر ليست رهينة إرادة أحد في التخلي عنها أو التمسك بها.

ومحاولا التلميح إلى أن مساعدات الخليج لمصر استقطعت من "لحم الحي" كما يقول المثل فإن عبد الله راح يشكك في نتائج ما يجري في مصر قائلا : أنه بعد سنتين من استثمارات ومساعدات دول الخليج (في مصر)، لم تأت نتائج ملموسة، وهذا يضيف إلى رصيد الإحباط من أداء النظام في مصر"..

ليس المجال محاولة للحكم على صحة مقولات ومواقف أي من الكاتبين، وإنما مناط التحفظ هو على الظرف الحرج وتأثير الأراء السلبية التي يمكن أن تطرح في هذا المجال على مسار العلاقات بين الدول محل الحديث. لا يعني الأمر أن المصارحة ليست مطلوبة وإنما لكل مقام مقال ويبدو أن هذا هو ما فات عبد الخالق عبد الله، واستدركه دون قصد منه عبد الرحمن الراشد!

[email protected]yahoo.com