رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن المتطرف بلا شك يحتاج إلى محو فكره التكفيرى تجاه المجتمع والعودة به إلى الاعتدال والوسطية وعدم المغالاة فى الدين، وهو فى أشد الحاجة إلى إعادة التأهيل حتى يندمج مرة أخرى فى نسيج المجتمع ويؤدى دوره الطبيعى فى الحياة الذى خلق من أجله وهو عبادة الله وإعمار الأرض.

وحتى تستطيع الأمم والمجتمعات السيطرة على هذا الفكر المتطرف والحد من انتشاره لابد من أن يؤخذ فى الاعتبار أن الأفكار عامة وخصوصاً الغريبة والمتطرفة تسرى كالنار فى الهشيم، ولها أجنحة تطير بها عبر الأمم، فلا توقفها جدران ولا حدود، فهى كالطوفان لا تمنعها تهديدات ولا عقوبات ولا استنفار أمنى، ولا الموت نفسه. والأمثلة على ذلك كثيرة فإعدام سيد قطب فى ستينات القرن الماضى لم يقف حائلاً دون انتشار واعتناق أفكاره حتى الآن، وذلك لأن الأفكار عندما تسكن العقول تتحصن بها، فلن تنال منها الجيوش مهما كان لديها من عتاد أو أسلحة نووية، ولا يخترقها الجواسيس ولا تكنولوجيا استشعار الخطر عن بعد، والدليل على ذلك اشتراك العديد من دول العالم فى شن حرب ضروس للتصدى لهذا الفكر المتطرف دون جدوى، ولايزال كل يوم يسقط عشرات الأبرياء هنا وهناك من جراء هذا الفكر المتطرف.

ولكى تنجح الدول والمجتمعات فى استئصال الفكر المتطرف والقضاء عليه يجب غرس الفكر المعتدل فى عقول الشباب والبعد عن المغالاة فى الدين، وذلك من خلال التعليم وتطوير الخطاب الدينى، ووسائل الإعلام، حتى يعلم الشباب صحيح الدين المعتدل، ويتعلم كيفية احترام اعتقاد الآخر، وإرساء ثقافة الحوار مع الآخر عند الاختلاف لأن لغة الحوار تقرها جميع الأديان السماوية واستخدمها الرسل والأنبياء، فقد حاور أبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام النمرود، وكذلك حاور موسى عليه السلام فرعون مصر وحاشيته.

ولكى يؤدى غرس الفكر المعتدل فى عقول الشباب إلى استئصال جذور التطرف من المجتمع لابد من تهيئة البيئة المناسبة لذلك، وتتمثل فى إقرار العدالة الاجتماعية وتقديم يد العون والمساعدة بأنظمة تكافلية مستدامة للفقراء والبسطاء ليحيوا حياة كريمة، واحترام حقوق الإنسان وإعلان حرب حقيقية على الفساد والمفسدين، بذلك لا يجد هذا الفكر المتطرف من يصبو إليه أو يعتنقه من الشباب، وبذلك يحرم هذا الفكر المتطرف من أهم عوامل البقاء وهو انضمام شباب جدد إليه فيصبح غريبًا منبوذًا فى المجتمع بلا بيئة ينمو فيها، وبالتالى يتآكل تدريجياً ويتلاشى مريدوه الذين يروجون له.

كلية طب الأسنان جامعة القاهرة