رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

تعالوا نواجه مشاكل الحياة بواقعية وحلول مستطاعة.. الأسعار فى ارتفاع مستمر، فشلت الحكومة فى وقف هذا الجنون الذى أصاب الأسواق.. والشعب هو الضحية.. ولكن فى استطاعة الحكومة مواجهة ارتفاع الأسعار بتخفيض رسوم وفواتير الخدمات.. كيف تعيش الأسرة إذا كان فى أول يوم فى الشهر مطلوب سداد فاتورة مياه رهيبة، وفاتورة أخرى لا تقل عن الفاتورة الأولى وهى فاتورة الكهرباء.. ثم فاتورة الغاز.. وكل ثلاثة أو أربعة أشهر فاتورة التليفون الأرضى غير المحمول.. ماذا تبقى لرغيف العيش وكتب وكراسات الأولاد والأحفاد.. والكارثة حينما تكون الشقة بالايجار.

قالها بيرم التونسى منذ أكثر من نصف قرن: «يا بائعة الفجل بالمليم الواحدة.. كما لك وكم للمجلس البلدى!!».

يجب أن تتحمل الحكومة بعض العبء المادى عن الناس!! نحن مستعدون لربط الأحزان والاستغناء عن أى غذاء غالى الثمن أو حتى متوسط السعر.. ولكن يجب أن يشعر الناس بأن الدولة تقوم بتدبير أمورها، لتخفيف العبء والمعاناة ولو أدى تعويض الخدمات بشىء من الدعم!!

<>

وإذا اقتنعنا بالواقع.. وأن الأسعار اذا ارتفعت لن تعود الى أسعارها القديمة.. لذا يجب أن نواجه الأمور بنظرة مستقبلية عاقلة مدروسة.. التعويض المناسب العاقل العملى يكون فى التعليم والصحة.. لذا يجب أن نفكر فى حكاية تأمين الطب.. علاج مجانى على أعلى مستوى بأسعار ما يمكن.. هذا خير تعويض لشعب يبحث عن رغيف عيش آدمى بسعر معقول.. فلا «تلد سيدة على الرصيف أمام مستشفى رفض استقبالها لأنها لا تملك قروشاً!! ولا يموت أشهر لاعب كرة فى استقبال المستشفى، لأن جيوبه خاوية!!»

ماذا يساوى أن يكون كل فرد يصيبه أى مرض يتم علاجه فى نفس اللحظة دون أن يدفع أى شىء ولا حتى ثمن الدواء؟.. قالوها زمان «الدواء أهم من رغيف العيش».. أجوع ولكن لا أتألم.. وقد أتحمل أنا الألم، ولكن لا أترك ابنى أو بنتى أو حفيدى يتألم.. سأخلع البدلة والساعة وأبيعهما لأشترى الدواء ومصاريف المستشفى.. أقف عارياً فى الشارع.. لأنقذ ابنى أو بنتى أو حفيدى.. الصحة والتعليم أهم مقومات الحياة.. بعت مجوهرات جدتى وأمى وزوجتى لأدفع مصاريف أحفادى فى المدرسة الأمريكية.. خمسون ألفاً لكل واحد منهم كل عام!!

<>

التعليم الحكومى قد يتحسن بمرور الزمن.. ويصبح كالماء والهواء على رأى طه حسين.. ولكن الألم لن يزول بمرور الأيام لا بد من العلاج والدواء!!

ولا أدرى لماذا لا نطبق مشروع الدكتور محمود محفوظ للتأمين الصحى.. هناك شركات تأمين عالمية كبرى معروفة.. تأخذ من الدولة كل المستشفيات الحكومية مجاناً مع نسبة شهرية ضئيلة من المرتبات تأخذها الشركة من المنبع، وتتولى علاج كل أفراد الشعب على آخر ما وصل إليه علم الطب.. كل من يحمل بطاقة الشركة، بل الذى يحدث أن سيارة المستشفى تحمل أى مريض اتصل بالمستشفى، خاصة لو كانت حالته خطيرة ولا تسأل عن البطاقة إلا بعد شفائه.. وسبق أن كتبت كيف تم علاج عادل شريف النقاد الرياضى الكبير فى مستشفى ويمبلدون بلندن فى دقائق، ثم أراد أن يدفع ولكن الطبيب الكبير قرر إعفاءه، لأن الحكاية لا تستحق!! منتهى الإنسانية.. زملاؤنا النقاد فى ملعب ويمبلدون تتابع البطولة العالمية قالوا فى صوت واحد: «يا سلام.. لو كان هذا النظام عندنا»!!.. قولوا لى يا حكومة: فعلاً.. لماذا لا يكون هذا النظام عندنا!!

<>

قالوا: إذا كانت المستشفيات حالياً لا تكفى للمرضى الذين يدفعون المطلوب منهم، فما بالك بكل من عنده مغص أو يكح أو يعطس سيذهب الى المستشفى لعلاجه مجاناً

ردى عليهم أن هؤلاء سيتم الكشف عليهم فى ثوان، ويعودون إلى منازلهم.. الصورة العامة لمستشفيات التأمين الطبى مختلفة تماماً عن مستشفياتنا التى تعانى من «الهرم المقلوب» كل الأدوار، إما حجرات أو عنابر ينام المريض فوق السرير وتجرى القطط تحت السرير حيث حلل المحشى والكفتة.. الكل فى انتظار نتيجة أشعة أو تحاليل وربما فى انتظار الطبيب نفسه.. ويطول الانتظار.. قسم الاستقبال حجرة صغيرة فى المدخل ودور أو دوران على الأكثر حجرات كشف وعلاج فيهما حجرتان عمليات.. مهزلة مستشفيات التأمين عكس ذلك تماماً.. كل المستشفى استقبال مليئة بأطباء فى كل التخصصات العمل 24 ساعة على طريقة الورديات كل الأدوار للكشف والتحليل والأشعة وحجرات عمليات يدخل المريض المستشفى، فيجد الطبيب المختص ليعالجه فوراً فى أى ساعة من ساعات اليوم، ليعود الى منزله، والقليلون جداً يتم حجزهم فى حجرات العناية المركزة أو فى دور واحد لحاجته لراحة يومين.. من هنا تجد أن المستشفى لا يوجد فيه الزحام المتصور بسبب التأمين الصحى.

وهكذا يتم علاج المريض بأقصى سرعة.. علاجاً انسانياً على أعلى مستوى دون أن يضع المريض يده فى جيبه.. الحكومة خصمت نسبة ضئيلة من مرتبه، ليشمل العلاج كل أفراد الأسرة.. الأسعار لن تنخفض والمعاناة تزيد يوماً بعد يوم، ونحن صابرون.. فلتقدم الحكومة خدماتها بالمجان «تقريباً».. سنصبر عن الجوع ولكن من الصعب أن نصبر على الألم، خاصة إذا كان صبياً صغيراً أو سيدة مسنة أو جداً عجوزاً.. حرام عليكم للصبر حدود!!