رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قول الحق دائمًا يحتاج إلى شجاعة وصدق مع النفس، بدلًا عن قلب الحقائق وصناعة الأوهام، لأنه لا يمكن تحقيق نهضة أو تنمية بمنأى عن المصارحة والمكاشفة والخروج من دائرة الدفاع العاطفى.

الفترة الأخيرة شهدت «عاصفة محمومة» من دول خليجية وعربية لإنهاء مفاجئ لعقود آلاف المصريين أو ترحيلهم من دون إبداء أسباب، ولكن؛ إن اعتبرنا ذلك شأنا داخليا لكل دولة وحقًا أصيلًا وسياديًا، إلا أنه دليل على تصاعد وتيرة إهدار كرامة المصريين فى الخارج!

تحويلات المصريين فى الخارج، الذين يتجاوز عددهم 9 ملايين على أقل تقدير مصدر دخل رئيس يتعدى بكثير الدخل الحالى لقناة السويس القديمة والتفريعة الجديدة معًا ولكن غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم «مجرد حصَّالة»، رغم ما يعانونه من تهميش وإهمال، منذ عقود، ولا أحد ينتبه إليهم، أو يتذكرهم، إلا وقت الحاجة، أو عند التحويلات الدولارية فقط!

لم يجد المصريون فى «بلاد الغربة» مناصرًا أو معينًا، ضد «نهج» المكايدة والمراهقة السياسية لبعض الأنظمة العربية، التى تحاول «عبثًا» كسب مواقف سياسية عن طريق «قطع أرزاق» آلاف البسطاء، من دون مراعاة للكرامة الإنسانية، ظنًا منهم أن السكوت على ممارساتهم الفجة «علامة الرضا»!

بكل أسف، نسى أو تناسى هؤلاء العرب ما قدمته مصر على مدار تاريخهم «المنقوش على رمال متحركة»، ظنًا منهم أن ثرواتهم «المفاجئة» خالدة للأبد، معتمدين فى ذلك على ذاكرةٍ سرعان ما تتآكل وتُصاب بآفة النسيان!

المصريون فى الخارج، خلال السنوات الست الأخيرة، يتعرضون لمعاناة حقيقية، ويعيشون فى قلق دائم وترقب مستمر، بانتظار «ترحيل مفاجئ» أو «إبعاد متوقع»، مما يجعل استقرارهم فى هذه البلدان كسراب يحسبه الظمآن ماءً، وكابوسًا مزعجًا يقض مضاجعهم، ويعيق مساعيهم لاكتساب لقمة حلال فى بلاد الله الواسعة!

لكن؛ يجب الاعتراف بأن كرامة المصرى فى الخارج تبدأ من الداخل، ونتحدث هنا عن مواطن لم يجد من يحنو عليه، فى ظل الفساد والبطالة والفقر والغلاء المتوحش وانعدام العدالة الاجتماعية، أو أى أمل فى نيل حقوقه المشروعة!

يجب الإقرار بأن ما يعانيه المصريون فى الداخل من واقع بائس أليم، انعكس عليهم فى الخارج، وأصبحت النظرة إليهم من «محدثى الثروات» كأنهم فارِّون أو لاجئون أو مطرودون، وباتوا «وافدين من الدرجة الثانية»!

القضية تحتاج إلى وقفة حازمة وقوية لإنهاء ممارسات بعض الأنظمة العربية غير الإنسانية ضد العمالة المصرية، لأن الأمر تجاوز دور وزارتى الخارجية والقوى العاملة، اللتين لا يشغلهما كثيرًا كرامة المصريين فى الخارج، والتى أُهدرت على مدى عشرات السنين!

[email protected]