نحن ممن طالبوا بمليون فدان قمحاً فى العوينات والساحل الشمالى - 4
وكانت كلية الزراعة أول من أرسل وفداً إلى منطقة شرق العوينات عندما أعلنت الشركة العامة للبترول عن وجود مخزون هائل من المياه العذبة فى باطن أرض العوينات عند حدودنا الجنوبية مع ليبيا والسودان.. وكان وفد كلية الزراعة برئاسة أستاذ الأراضى الدكتور حسن مشرف، حيث أجرى وفده أبحاثاً على التربة وصلاحيتها للزراعة، وشارك وفدا جامعة برلين وجامعة ميتشجان الأمريكية فى دراستها حيث كانا هناك لإجراء الأبحاث عن التربة والمياه والطاقة الشمسية (كما ورد فى الفصل الخامس من موسوعتنا عن أحوال مصر).
وعاد الدكتور حسن مشرف إلى نادى أعضاء هيئة التدريس عارضاً نتائج بعثة المنصورة، حيث شاهد المزرعة النموذجية التى أقامتها القوات المسلحة هناك وزرعت فيها مختلف المحاصيل، كما شاهد المزرعة النموذجية للإيطاليين لإجراء أبحاثهم على استغلال الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء واستغلالها فى الزراعة، وأسفرت الندوة عن نداء للحكومة لاستثمار منطقة العوينات الخصبة فى زراعة مليون فدان قمحاً إلى جانب الساحل الشمالى من الإسكندرية حتى حدودنا مع ليبيا، حيث الأمطار الغزيرة.
ولما كانت جامعاتنا تعقد مؤتمراً دورياً لنواديها كل شهرين، فقد قدمنا للمؤتمر العام توصية نادى جامعة المنصورة بشأن زراعة أرض العوينات والساحل الشمالى قمحاً لسد الفجوة الغذائية لشعب مصر، وقد تبنى المؤتمر العام هذا الموضوع وأعلن مطالبة الرئيس مبارك بالنظر فى هذا الموضوع الوطنى المهم، غير أن الرئيس لم يتقبل هذا النداء معلناً بأنه يأخذ القمح من أمريكا معونة أو بسعر أقل من تكلفة زراعته فى مصر، وأضاف وزير زراعته يوسف والى بأنه سيزرع الفراولة والكنتالوب ويصدرهما ويشترى القمح بالأرباح دون أن يفطن إلى أن زراعة كفايتنا من القمح والذرة قضية قومية وطنية تكفينا ذل المعونات الأمريكية التى تُعيِّرنا بها وتستخدمها سلاحاً سياسياً للضغط.
ولم يقتنع الرئيس مبارك بأهمية أرض العوينات إلا عندما ذهب إلى مشروع توشكى وتحقق من ضعفه فعاد وصرح بأنه سيزرع أرض العوينات وسلموها لمستثمرين زرعوا معظمها علفاً للمواشى فى بلادهم.. وليس قمحاً كما طالبنا وكأنك يابوزيد ما غزيت!!
وبعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونية 2013 جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وأعلن مشروعه بزراعة مليون ونصف المليون فدان قمحاً ورأينا فى موسم حصاد القمح فى الفرافرة وقلنا "الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله" (سورة الأعراف).
كلية الحقوق - جامعة المنصورة