رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

قرأت خبراً فى كل صحف يوم الأحد الماضى.. فسررت منه وفرحت.. هيئة خبراء وزارة العدل اختارت جناح (الوفد) فى مجلس الأمن لكى يتبنى قانوناً لهم منصوص عليه فى الدستور المادة 199 وتتجاهل وزارة العدل أحقيتهم فى قانون مستقل أو هيئة مستقلة.. لا أريد أن أتكلم عن القانون، فله رجاله.. لقد نسيت القانون وسنينه منذ مايو 1950 حينما تخرجت فى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول.. سرورى يرجع إلى أن هيئة لها هيبتها وأهميتها القصوى اختارت (الوفد) لكى يدافع عنها فى أهم مجلس.. فالوفد يجب أن يخرج من (طابور الأحزاب التى قد تكون وصلت لمائة حزب!!).. وكان مصطفى النحاس يكره كلمة (حزب).. لأن (الوفد) ليس حزباً بل هو الأمة كلها.. هو مصر نفسها.. وكان هذا موضع جدل حينما فكر محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء عام 1948 أن يذهب إلى مجلس الأمن الدولى فى أمريكا ليطالب بجلاء الإنجليز.. عرض مصطفى النحاس تمثيل (الوفد) فى هذا الأمر خشية أن يقولوا إن النقراشى يمثل نفسه ولا يمثل شعب مصر.. كما فعل المندوب السامى البريطانى (وينجد) مع سعد زغلول وزميليه عبدالعزيز فهمى باشا وعلى شعراوى باشا.. ولكن النقراشى أمر أن يسافر وحده.

على العموم هذه حكاية طويلة لها وعليها كلام كثير ربما أعود إليها يوماً ما.. المهم أريد أن أقول إن (الوفد) ليس كأى حزب من هذه اللافتات على أبواب شقق فى عمارات!! داخل الشقة بعض الأشخاص يشربون الشاى ويقرأون الصحف!! (الوفد) أول وآخر مولود تمخض عنه الشعب كله من أسوان إلى مرسى مطروح وليس بالهتاف ولا بالكلام، وبالكن بالتوكيل والتصديق على التوكيل.. (الوفد) هو (وكيل الشعب) رسمياً ليدافع عن قضاياه.. لذا كان سرورى بما فعله الخبراء وهم يتولون أحد أخطر الهيئات فى الدولة.. فهم ميزان العدالة يرشدون المحاكم -بعد الدراسة والمعاينة والتحقيق- إلى الحقيقة الغائبة عنهم.. ويجب أن ينتهز نواب الوفد الفرصة ليقولوا (قولة الحق) مجردة ومدوية بلا أية مجاملات.

(....)

وأيضاً سررت لخبر اختيار الدبلوماسى الصحفى الكبير مصطفى الفقى رئيساً فخرياً للحزب.. فهو مكسب أيضاً له تاريخه وتجربته الطويلة.. مارس السياسة عن قرب من كل الرؤساء والمسئولين الكبار.. ويا ريت أن يحضر رؤساء الشرف اجتماعات الحزب المختلفة إن كان هناك رؤساء شرف آخرون.

(....)

ولا أدرى لماذا لا يتبنى نواب الوفد مشروعى توشكى وترعة السلام المهملين الآن بعد كل الخطوات التى نفذها الدكتور كمال الجنزورى.. وإذا لم تخنى الذاكرة كنت قد قرأت يوماً ما منذ مدة ليست بالقصيرة أن الدكتور الجنزورى انضم كرئيس شرف أيضاً للحزب.

وبصرف النظر عن ذلك.. لماذا لا يكون للوفد وجهة نظر ودراسة لمشروعات مصر الكبرى مثل توشكى لغزو الصحراء الغربية وترعة السلام التى ستنهى تماماً الإرهاب فى ثلث مساحة مصر وهى سيناء.

(....)

بل أكثر من هذا..

ونحن مقبلون على شتاء قاس.. مشروع معونة الشتاء من تفكير الوفد وتنفيذه طوال سنوات حكمه.. رحم الله عبدالحميد عبدالحق باشا وزير الشئون الاجتماعية.. هناك مصانع لا تنتج طوال العام سوى بطاطين.. لماذا لا يتفق حزب الوفد على شراء كل إنتاج المصنع.. ملايين من البطاطين بسعر ليس كبيراً على أعضاء الحزب الكرماء الخيرين.. جمع تبرعات فى يوم أو يومين، فضلاً عن تبرعات عينية سيتلقاها الحزب.. مصر ربما كانت أكثر دولة إسلامية ومسيحية أيضاً تعطف على الفقراء.. والشتاء القادم يقولون إنه سيكون أقسى برداً من أى شتاء سابق.

(....)

ثم لا أدرى ماذا يمنع الحكومة من تطبيق قانون (القرض الحسن) لصاحبه عبدالحميد باشا عبدالحق أيضاً.. أى موظف واجهته ظروف مادية لا قبل له بها.. مصاريف المدارس، زواج ابنه، أو ابنته، مرض الأم أو الزوجة.. الحكومة لن تخسر مليماً -ولا أقول جنيهاً- كل ما ستدفعه ستخصمه من مرتب الموظف من المنبع مع فترة سماح ثلاثة أشهر مثلاً.. سيهرب الموظف ويترك الوظيفة ويلتحق بوظيفة أخرى.. الحكومة عندها تأمينات الموظف خلال السنوات التى عمل بها وعندها مبلغ آخر الخدمة مثلاً.. لن تخسر الحكومة أبداً.. ولكنها ستكسب الموظفين وتكسب الحب والإخاء بين الدولة والموظف.. قرض بلا فوائد حلم أى رب بيت شريف.. وهو ما يسمونه الناس (يعمل جمعية مع الأهل والجيران).. ولكن قرض الحكومة أضمن وأسرع ويزيد الثقة بين الدولة والموظف.. لا تقل لى هناك (بنك ناصر)!! اسألوا المتعاملين مع هذا البنك.. قبل أى كلام!!