رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الهوا

استقبلت الغالبية الساحقة من الشعب المصرى تجربة مؤتمر الشباب الذى عقد بشرم الشيخ بكثير من الارتياح، والاستبشار بداية مرحلة تمهد لمزيد من الاستقرار بتلاحم مختلف القوى الوطنية على أرضية المصارحة والحوار الحر الصريح الذى يضىء الجوانب المختلفة لكل موضوع أو قضية، هذه الرؤى المختلفة المنطلقة كلها من أرضية وطنية تتيح لمؤسسة الرئاسة فرصة هائلة لأفضل الخيارات عند اتخاذ القرار.

وحدها فضائيات الدكتور «أبوالعينين» أبدت انزعاجاً شديداً من هذا المؤتمر بدءاً من اختيار المشاركين ليمثلوا مختلف وجهات النظر والكثير منهم صرح وكتب مختلفاً مع توجهات الرئيس السيسى مروراً بتوصيات المؤتمر وانتهاء بقرار الرئيس تشكيل لجنة لفحص حالات الشباب خلف السجون للإفراج بعفو رئاسى عن شباب سجن فى قضايا رأى ولمشاركتهم فى مظاهرات سلمية.

وعبرت قنوات الدكتور «أبوالعينين» عن هذا الانزعاج بشن هجوم كاسح ولعدة أيام على المؤتمر تشكيلاً وتوصيات وقرارات رئاسية.

ونال الدكتور أسامة الغزالى حرب  نصيباً وافراً من هذا الهجوم الذى اشتط الى حد الاتهامات التى تصل الى حد الاغتيال المعنوى للرجل.

ورغم أن الكثيرين فسروا هذا الهجوم العنيف على انه موجه بالأساس ضد الدكتور أسامة الغزالى حرب لأن الرجل سبق ولجأ للقضاء لتعرضه لهجمات فى هذه القنوات تجاوزت كل حدود النقد المقبول الى السباب والاتهامات  بالعمالة.

رغم أن لهذا التفسير نصيبا من الواقع الا أننى أرى أن دوافع هذا الهجوم تتجاوز هذه الدائرة الشخصية.

أولاً: دعوة الرئاسة للعديد من الشخصيات التى جاهرت بخلافات جوهرية مع اتجاهات الرئيس السيسى للمشاركة فى المؤتمر، وعدم دعوة أصحاب الأصوات الزاعقة ليل نهار معلنة تأييدها المطلق لتوجهات الرئيس... دعوة المخالفين وإغفال دعوة «المطبلين» ازعجت الكثيرين، لأنها كشفت عن إدراك الرئيس ومعرفته بالدوافع الحقيقية لكل الشخصيات، ودعوته للمختلفين معه «شهادة» بصدق وطنيتهم وشهادة فى نفس الوقت للرئيس بأنه بحق رئيس كل المصريين وان المعيار المعتبر عنده هو مدى صدق الاتفاق أو الاختلاف مع رؤاه.

ثانياً: قرار الرئيس بتشكيل لجنة الدكتور الغزالى حرب تكشف عن اتجاه صادق وجاد من الرئيس للم الشمل وإعادة كل مواطن الى حضن الوطن وإلى الصف الوطنى الذى يحمل مسئولية النهوض بالوطن، مادام ملتزماً بنبذ كل وسائل العنف، ومعنى هذا أن المجتمع مقبل على مرحلة من الاستقرار بدرجة كبيرة.

هذه هى الأسباب التى تفسر شراسة الهجوم على المؤتمر وتوصياته ولجنة الغزالى حرب، فقد بنت قنوات الدكتور أبوالعينين سياستها على أساس تأجيج الخلافات والنفخ فى نيران الخصومات، ويبدو أن المسئولين عن هذه القنوات ـ بخبرة متواضعة أو منعدمة فى مهمته بالإعلام ـ تصوروا أن استمرار الانشقاق والخلافات بين القوى السياسية هو المناخ الأكثر إثارة وبالتالى هو ـ أي هذا المناخ ـ هو الأكثر جاذبية للجماهير العريضة.

من هنا فإن حالة الاستقرار التى يسعى الرئيس السيسى لتحقيقها عبر هذا المؤتمر وأشباهه يعنى أن تفقد هذه القنوات مشاهديها الذين مرنوا على متابعة الصراخ وتأجيج الخصومات واستخدام أبشع العبارات فى التهجم على الخصوم.

يبقى أن أؤكد على أمرين:

الأول: أن الرئيس السيسى بهذا التوجه أشاع قدراً معقولاً من التهدئة وقدم مؤشرات عملية على أنه حريص على يصغى باهتمام للرأى المختلف معه بنفس القذر الذى يستمع فيه الى الرأى المتفق مع رؤيته ليكتشف مختلف الزوايا فى كل قضية.

الثانى: أن الدكتور أسامة الغزالى حرب بإصراره على الالتزام بعفة اللسان والحوار الموضوعى قد كسب تعاطفاً شعبياً واسعاً، بل انه ـ دون قصد ـ قد كشف عورات من يستخدمون السباب ضد كل من يختلف معهم، وقديماً قال احد الحكماء «والشىء يظهر حسنه الضد».