عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

منذ أيام شهدت مدينة شرم الشيخ احتفالاً بمرور عام على سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، هذا الاحتفال هو الرابع أو الخامس فى عام. أهالى الضحايا يحضرون ويقيمون القداس على أرواح الضحايا الأبرياء ومعهم مجموعة من الشخصيات المصرية ولا يمر أسبوع إلا ونرى على وكالات الأنباء الدولية خبر يصدر من الجانب الروسى مرة ومن الجانب المصرى أن التحقيقات على وشك الانتهاء تكشف أن الجانب الروسى جاد فى كشف الحقيقة.

فحرص الجانب الروسى على الوصول للحقيقة أمر ممتاز، لأن الحكومة الروسية حكومة ديمقراطية وأن هناك أهلاً للضحايا تقف خلفهم جماعات تدعم الحق فى المعرفة، وترى أن من حق الشعوب أن تعرف ماذا حدث فى هذه الحادثة الأليمة وفى كل قرار يصدر من السلطات الروسية.

ومن المصادفات أنه فى نفس الأسبوع تمر 17 عاماً على سقوط الطائرة المصرية أمام السواحل الأمريكية ولا نعرف ماذا حدث لهذه الطائرة التى كانت فى طريق عودتها إلى مصر رغم مرور السنوات ومن الصدف أيضاً مرور 6 شهور على واقعة انفجار طائرة مصرية قادمة من باريس فى البحر المتوسط وعليها 64 شخصاً مصرياً.

ولو قارنا بين الموقف الروسى والموقف المصرى فسنجد أن هناك فرقاً كبيراً فى تعامل الحكومات المحترمة مع شعوبها، فهناك حكومة حريصة على معرفة الحقيقة حتى تبلغ بها شعبها وتزود الرأى العام أسبوعياً بتطور الأحداث حتى تهدى النفوس وحكومة لا يعنيها الشعب، فليذهب كله إلى البحر غرقاً ولا تتوانى فى الدخول فى مقايضات سياسية أو اقتصادية مقابل إغلاق ملف مثل ملف الطائرة المصرية التى سقطت منذ 17 عاماً أو التى سقطت منذ 6 شهور.

ولم نسمع أن الحكومة المصرية أعلنت عن تطور التحقيقات فى سقوط أى طائرة وإنما اكتفت فقط بسداد تعويضات هزيلة لأهالى الضحايا وانتهى الأمر عند هذا الحد ولو كانت هذه الطائرة فرنسية وخرجت من مطار القاهرة وسقطت أمام السواحل الفرنسية لكانت الحكومة الفرنسية أقامت الدنيا ولم تقعدها وكانت فعلت أضعاف ما فعله الروس معنا، لأن الإنسان عندهم له قيمة ومكانة ووراءه من يدافع عنه ويحميه حكومة قوية ومسئولون يعرفون قيمه البشر ومجتمع مدنى قوى وإعلام مستقل ويقظ وليس إعلاماً موالياً للأمن ولرجال الأعمال ولديهم قضاء مستقل يستطيع أن يحاسب المسئول مهما كان منصبه وبرلمان حقيقى.

ما نحن فلا قيمة للإنسان يموت فى طائرة أو قطار أو فى باخرة أو محاصر بسبب السيول أو فى حادث مرورى، فلا أحد يسأل عنه أو يسأل المسئولين ماذا حدث حتى يموت هؤلاء بدون ذنب ارتكبوه ومن المخطى حتى يتم محاسبته لكن فى حوادث مثل هذه يتم تكريم المخطئ والتلاعب فى التحقيقات حتى ينجو ويهرب إلى الخارج أو يتم ترقيته وتكريمه.

هذا هو الفرق بين بلد وبلد وبين حكومة وحكومة بين شعب وشعب، فهل يخرج علينا مسئول يقول لنا ماذا حدث فى تحقيقات الطائرة المصرية سواء التى سقطت منذ 17 عاماً، أو التى سقطت منذ 6 شهور؟