رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يبدو أن الرياح فى الوطن العربى مصرة على ألا تأتى بما يشتهى العالم الحر ؛وأن الامبريالية العالمية بوجهها القبيح تطل علينا بين الحين والأخر من خلال فيلسوف «الغابرة» برنارد هنرى ليفي؛ فبينما كنت أتابع مايحدث فى الموصل؛ وأثلج صدرى التقدم الملحوظ للقوات العراقية ضد داعش؛ أظهر فيديو نشرته قناة NBC الأميركية وجود الفيلسوف الفرنسى المثير للجدل برنارد هنرى ليفى فى جبهات القتال القريبة من الموصل. وكأنه عراب الخراب والدمار فى كل بقاع الأرض؛ فلم يتواجد فى أرض إلا كان نذير تشرذم وضياع؛ وخاصة أن المصادر الفرنسية تتحدث عن دعم ليفى للأكراد واستقلاله دبابة عسكرية معهم فى المعارك كضيف شرف؛ ولأول مرة فى تاريخ الحروب أسمع لقب (ضيف شرف)!

وفى الحقيقة أنه آتى الى ذلك المكان لتعميق الفجوة بين الأطراف العراقية وتعميق فكرة الانفصال الكردية وخاصة بعد فشل أردوغان فى ضم الموصل إلى تركيا؛ فجاء دور عميل الامبريالية الصهيونى الفخور بصهيونيته ومن أجل ذلك لعب دوره المنوط به لتقسيم العالم العربى والحر فى العالم فهل ننسى أنه شكّل فريقا من اليهود للضغط على «ساركوزى» أثناء حملته الانتخابية، فأبلغوه بأنه إن كان يرغب فى رئاسة فرنسا فعليه أن يواصل الضغط على المجموعة الدولية من أجل تركيع السودان عبر حزمة إضافية من العقوبات، تجعله يرضخ لخيار التقسيم وفصل جنوبه عن بقية البلاد. وهو القاصد للسفارة «الإسرائيلية» فى باريس فى يونيو 1967م طالباً التطوع فى الجيش الصهيونى.

ومنذ ذلك اليوم، لم يَحِد «ليفى» عن حب هذا الجيش، وخلال مشاركته فى منتدى عن «الديمقراطية وتحدياتها الجديدة» انعقد فى 30 مايو 2010 فى «تل أبيب»، كتب قصيدة أنشدها عن «قوات الدفاع الإسرائيلية» ولم يتردد فى القول: إنه «غطى حروباً كثيرة، لكنه لم يرَ أبداً جيشاً يطرح على نفسه كل الأسئلة الأخلاقية التى تشغل بال الجيش الإسرائيلى».. وفى الوقت الذى كانت فيه الطائرات الصهيونية تدك بيوت المدنيين فى لبنان فى حربها الأخيرة عام 2006م، ذهب إلى «إسرائيل» والتقى مع كبار المسئولين، ثم عاد إلى فرنسا ليكتب صفحة كاملة فى جريدة «لوموند» عن معاناة «الإسرائيليين».. إنه رجل عرفته جبال أفغانستان، وسهول السودان، ومراعى دارفور، وجبال كردستان العراق، والمستوطنات الصهيونية بتل أبيب، ومدن شرق ليبيا ... أنه العميل المحتفى به من قبل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر أبان ثورة 25 يناير؛ واجتمع مع بعض القادة من الجماعة الارهابية.

لقد عبر عن نظرته لنا من خلال كتابه «يسار فى أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة» الذى يزعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة و«إسرائيل» واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين، بل من مشكلة متأصلة، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً ما؛ وأن التدخل فى العالم الثالث بدواعٍ إنسانية ليس «مؤامرة إمبريالية» بل أمر مشروع تماماً.

وعن تواطؤ حلف شمال الأطلنطى وتعمّده إطالة أمد الحرب.. أن فيلسوف الغابرة ينفذ المخطط الأمريكى لتقسيم الشرق الاوسط بكل السبل المتاحة له؛ فبعد أن فشلت إسرائيل وأمريكا على فرض (خارطة الشرق الأوسط الكبير) لإقامة (دولة إسرائيل الكبرى) بالقوة العسكرية بدأت أمريكا عملية استخدام لغة «الربيع العربى» لغة السياسة والمكر تحت مسمى الديمقراطية.