رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لم تعُد «السعودية» تلك الدجاجة التى تبيض ذهباً للولايات المُتحدة الأمريكية، لذلك فلا عجب أنه بعد خمسة عشر عاماً على الاعتداءات الإرهابية لبرجى نيويورك، يُقِرّ الكونجرِس الأمريكى تشريعاً يسمح بمقاضاة «السعودية» رغم أنه لم يصدر، ولو مرّةً قانوناً ضدّ «إسرائيل» بتهمة الإرهاب؟ مع أن «إسرائيل» لم تدمر برجين بل دمّرت دولاً، والغريب أن القاضى فى تلك القضية هو الشيطان الأعظم أمريكا الذى بثّ ونشر الإرهاب، وقام بتدمير «يوغوسلافيا» وتقسيمها إلى دولٍ متفرقة، وطبّق النهج نفسه فى «العراق»، وانتقلوا بعد ذلك إلى «ليبيا»، وهناك استعانوا بترسانة الجيش البريطانى، ودمروا الجيش الليبى وكلّ القوات النظامية فى «ليبيا»، التى كانت تشهدُ على أفضل مستويات العيش فى هذه المنطقة من «أفريقيا»، وانتقلوا بعد ذلك إلى «سوريا» مع بداية الاضطرابات منذ تقريباً خمس سنوات.

كل هذا تم من خلال أسوأ الأشخاص الذين تمكّنوا من العثور عليهم، من القَتَلَة المُرتزقة وقوموا بتدريبهم على هذه الأعمال. وهناك كتاب هام للكاتب مايكل سبرينجمان «تأشيرات القاعدة.. عطايا من سى آى إيه هزت العالم» أشار فيه إلى أشخاص مُحدّدين كانوا يأخذون تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يتدرّبون، ثم يرسلون إلى «سوريا»، و«ليبيا»، و«البلقان». وأكد سبرينجمان أن الولايات المتحدة تحصل من الدول العربية على مئات مليارات الدولارات لقاء مبيعات أسلحة لا تستخدم. وقسم من هذه الأموال يذهب لتعزيز القدرة العسكرية الإسرائيلية الفتاكة. وكشف عن دور الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية سى آى إيه فى خلق تنظيمات القاعدة. وإن آخر منتجات واشنطن فى العراق وسوريا هى منظمة داعش. مؤكداً أن بلاده سلحت أكثر من ألفى عنصر من القاعدة فى شرق ليبيا كانوا من نفس المنبت وطابقوا نفس نمط المقاتلين الذين حاربوا فى أفغانستان والعراق والبوسنة.

واتهم سبرينجمان السفارة الأمريكية فى بغداد ووزارة الدفاع و«سى آى إيه» بإنشاء الميليشيات الطائفية على مبدأ «فرق تسد» من أجل نشر الكراهية بين المكونات الأساسية فى العراق: الأكراد والسنة والشيعة، متحدثاً عن منح الكونجرس وكالة الاستخبارات الأمريكية 3 مليارات دولار لإنشاء التشكيلات المسلحة.. ومؤخراً حصلنا على اعتراف أمريكى وبريطانى بأن اجتياح العراق كان خطأ لأنه بُنى على مبدأين أو ذريعتين تبين أنهما خاطئان. ذريعة أسلِحة الدمار الشامل وعلاقة الرئيس السابق «صدّام حسين» بـ«القاعدة وأنّ المجموعات الإرهابية انتشرت فى «العراق» بعد الاجتياح وليس قبل الاجتياح، ومع هذا لم نسمع بمُشرِّع أمريكى أو غربى يقول: «نريد أن نُحاكِم الذين أخطأوا»...وبعيداً عن كل هذا، الجميع يعلم أن أمريكا أسقطت طائِرة إيرانية فوق الخليج أيّام الحرب العراقية – الإيرانية، وقتل جميع ركاب الطائرة، فهلّ حكمت «أمريكا»؟ .

والواقع الحالى يقول إن «أمريكا» لم تعُد فى حاجة إلى النفط السعودى وتُدرِك جيداً أنّ «السعودية» كانت لديها احتياطات مالية تفوق 850 مليار دولار، وانخفضت لحوالى 400 مليار دولار، وتدرِك أنّ هناك أزمات وهناك عجز فى الميزانية، وهناك ضرائِب. والولايات المتحدة الأمريكية تنسحِب من منطقة الشرق الأوسط ولا تُريد أن تخوض حروباً جديدة. ويمكن تلخيص علاقة أمريكا بالسعودية فيما قاله أوباما فى مقابلة «أتلانتيك»: «نحن لن نسمح بالركوب السهل للمملكة العربية السعودية أو الركوب المجّانى على ظهر الولايات المتحدة الأمريكية، وأننا الآن نتغيّر، وعليهم أن يُصلِحوا أحوالهم الداخلية. الخطر عليهم من الداخل وليس من الخارِج». هذا التصريح يؤكد الابتعاد الأمريكى عن الحليف السعودى. مع الأخذ فى الاعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على فبركة الأدلّة التى تُدين أيّة دولة تريدها، ولنا فى «ليبيا» عبرة التى دفعت ثلاثة مليارات دولار تعويضات لضحايا «لوكيربى» حتى يشتروا أمنهم وسلامة بلدهم، والحقائق تؤكد أنهم لم يكونوا متورّطين فى تلك العملية.