رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عاد الشاب من الخارج الساعة 9 مساء.. ودخل فوجد والدته تعد لهم العشاء.

الابن: مساء الخير يا أمى.

الأم: مساء النور يا نور عينى.. يا رب تكون خلصت الورق.

الابن: والله دخلت على مكاتب البلد.. كله عايز فلوس.

الأم: رشوة يعنى مش كده؟.

الابن: هم يعتبرونها إكرامية.. وما معى كان لا يكفى كل هؤلاء.. وقالوا تعالى بكرة.

الابن يدخل غرفة نومه وهو حزين ومهموم ويقول لوالدته: أنا حنام يا أمى لأنى تعبان وتصبحى على خير.

يغلق باب غرفة النوم ويدخل إلى سريره وتقترب الكاميرا منه حتى لقطة كبيرة لوجهه ونام بعمق فى ثانية.. وبدأ يتصبب عرقاً.. تقترب الكاميرا منه حتى نرى صورة ضبابية لما حدث له من مكاتب تشبه مكاتب الشهر العقارى أو تشبه مكاتب وزارة الصحة أو تشبه المكاتب الإدارية فى أماكن كثيرة فى الوزارات وغيرها.. ونجده يذهب من مكتب لمكتب، يأخذ منه الموظف الورق ويبحث عن شىء داخله لا نعرفه وينظر داخل الورق.. وينظر إلى الابن.. ويقول له: لا أنت تبع مكتب آخر.. وهكذا من مكتب إلى مكتب.. حتى ينهار الشاب ويبدأ فى السباب لهم لكل الموظفين.. أنا غلبان ما عنديش أدفع رشوة.. ثم نرى سحابة دخانية تملأ المكان ويخرج من تحت المكاتب عملاق كبير وهو يصعد من تحت الأرض وتتحطم الأسقف واحداً تلو الآخر.. وينظر الشاب من هذا الكائن قال له: أنا اللى أنت سبته الآن.. أنا الفساد.. ورفع الفتى بيده وأحضره أمام وجهه فما كان من الفتى إلا أن سد أنفه لرائحته الكريهة.. وقال له الفساد بصوت عال: هأ.. هأ.. هأ.. وأخذ يعلو ويعلو وتظهر جذوره حتى أصبحت طوله.. وقال للفتى: لو أخرجت باقى الجذور لقتلتك فوراً.. أنا الفساد موجود فى كل مكان فى المحليات والوزارات والمؤسسات والتعليم والجامعات والمعاهد والمدارس.. أنا فى كل مكان.. أنا كبير وضخم.. من أنت لتقف أمامى.. وتركه ليقع من هذا الارتفاع.. ونعود للفتى يستيقظ من نومه وعلى وجهه حالة من الرعب والخوف والعرق.. وقال: يا رب خلصنا من الفساد والفاسدين.

وهو ما نستطيعه فقط.. الدعاء لله.