رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

خسرنا خبيرين عالميين بلا داع.. الدكتور يوسف بطرس غالى ومحمود محيى الدين اللذان التحقا بالعمل فى تخصصهما فى هيئة الأمم المتحدة.. كانا آخر وزيرين للمالية والاستثمار قبل ثورة 25 يناير.. لا أقول هذا الكلام بناءً على معلومات أو قراءات مثلاً.. لا.. لقد اشتركت معهما شخصياً فى تحقيق بعض مشروعاتهما بما أملكه من أوراق ووثائق ومعلومات.. وحضرت اجتماعات كثيرة فى الوزارتين.

(...)

قرر الدكتور غالى محاولة خفض مصروفات الدولة لأقصى درجة ممكنة أولاً.. ثم محاولة زيادة الإيرادات بقدر الإمكان دون إرهاق لشعب مرهق أصلاً.. كانت محطته الأولى فى بند خفض مصروفات الإعلام القومى.. ولا أقول الصحف القومية.. كان يقصد الإعلام القومى بما فيه خسائر ماسبيرو ومدينة الإنتاج.

كانت البداية بالصحف القومية.. فقرر غلق دارين صحفيتين (التعاون) و(الشعب).. هاج صفوت الشريف وقرر بقاء الدارين رغم أنهما لا يكسبان جنيهاً واحداً وكل مصروفاتهما من الخزانة العامة.. من الألف للياء.. ولما تم إلغاء الميزانيتين المخصصتين للدارين عرض صفوت الشريف الأمر على "مبارك" الذى قرر توزيع محررى وموظفى الدارين على (الأهرام) و(الجمهورية) بعد غلق الدارين بالضبة.. بدون مفتاح!!

(...)

كانت الخطوة الثانية هى الاستفادة من هذه الدور المغلقة.. وكذا أكثر من دار صحفية أخرى مغلقة منذ سنوات طويلة.. وكلها فى وسط البلد، حيث الأسعار خيالية.. هناك دار فى 11 شارع الصحافة أمام دار أخبار اليوم بناها ادجار جلاد باشا صدر منها (الزمان) صحيفة مسائية، ثم (الجمهورية) فى بداية صدورها قبل أن تنتقل إلى دار التحرير، ثم (المساء) قبل انضمامها لدار التحرير فى ديسمبر 1959.. هناك أرض فضاء شاسعة فى دير النحاس كانت مخزناً وجراجاً للصحف.. قرر يوسف غالى بيع كل هذا، مع دارى الشعب والتعاون وتم تشكيل لجنة لبحث هذا الموضوع، وكنت أحد أعضائها ووصلنا إلى نتائج موثقة.. تحمس الدكتور نظيف رئيس الوزراء لقرارات اللجنة.. ولكن وقف فى طريقها مبارك لأسباب خاصة!!

(...)

الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار الأسبق فكر فى موضوع (القدوة).. أراد أن يروى للشباب وصغار رجال الأعمال السيرة الذاتية للعصاميين من كبار رجال المال المصريين.. وكيف ولماذا أصبحوا وحققوا هذه النجاحات!!

تم استدعائى مرة أخرى لوزارة الاستثمار لأروى بعض القصص التى أعرفها.. وأتولى مسئولية كتابتها.. تطوعت دار الهلال مشكورة بطبع الكتيبات.. واقترحت شريط فيديو بجوار الكتيب.. وتم تكوين لجنة لهذه المهمة برئاسة وكيل الوزارة الدكتور على المليجى يساعده الإعلامى مصطفى بيومى وكاتب هذه السطور وتولت مسئولية الفيديو المذيعة أمانى القصاص.. صدرت عدة كتيبات مع شرائط فيديو لطلعت حرب ومحمد فرغلى وأحمد عبود ومحمود أبوالفتح وعلوى الجزار ومحمود الشواربى وغيرهم.. وهكذا كان الوزراء يستعينون بخبراء لهم خبرتهم.. مع تحياتى لـ34 وزيراً لا يفعلون شيئاً!