رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أسوأ الأمراض التي ابتلي بها أغلب الشعب المصري ، حب الذات لحد الانانية المفرطة ، والتي كان نتيجتها النفاق والرياء وتأليه الحكام ، فضاع كل انتماء أو حب للوطن وانتقال انتماء الشعب للحاكم فقط.

فيما قبل ورة يوليو سنة 1952، كان حب مصر لدى الشعب حبا حقيقيا نابعا من القلب والوجدان ، وكان الفداء في سبيل مصر شيئا عاديا . الانسان المصري - في ذلك الوقت - كان يحب بلده أكثر مما يحب نفسه ، هذا الأمر كان واضحا في سلوك الناس عامة ، فلم يكن هناك احتفال إلا وعلم مصر الأخضر يزينه، وكانت الاغاني والاناشيد لمصر فقط . حب مصر - وقتها - كان ظاهرا خاصة في التضحية بالروح في المظاهرات التي تطالب بالاستقلال عن المستعمر الانجليزي، فكان الشعب – وقتها - يفتح صدره سعيدا بتلقي الرصاص في سبيل الوطن .

وجاءت ثورة 23 يوليو سنة 1952 ، وجاء معها تقديس الحكام والتهليل والتطبيل لهم ، كما ظهر لأول مرة الهتاف المقيت (بالروح بالدم ، نفديك يا .............. فلان) كما بدأ علم مصر يتلاشى عن الظهور في الاحتفالات والمناسبات ، وحل محله صورة الحاكم - تقديسا وتأليها - وتعالت لهم الهتافات والصيحات نفاقاً ورياء ، أملا في الحصول على منافع شخصية ومكاسب حياتية ، ومع الاسف الشديد نسي أغلب الشعب مصرنا الحبيبة ، وانتقل انتماؤهم من حب الوطن الى تأليه الحكام والفداء الاجوف في سبيلهم .

ثم جاء نصر اكتوبر بقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل انور السادات ، الذي غسل عار المصريين والامة العربية جراء مذبحة 1967 . لم يكن الرئيس الراحل انور السادات بطلا للحرب فحسب، بل كان ايضا بطلا للسلام ، فاستطاع بذكائه استرداد سيناء العزيزة التي اغتصبها الصهاينة في مذبحة 1967، وأصبحت الان مصر الدولة الوحيدة التي استعادت كامل أراضيها من المغتصب الصهيوني، لولا دهاء وذكاء هذا الرجل العظيم لكانت سيناء الحبيبة - حتى يومنا هذا - تحت الاحتلال الصهيوني، فتحية لروح هذا الرجل العظيم، وتحية أيضاً للرئيس السابق حسني مبارك، الذي قاد الضربة الجوية الاولى، التي كان لها ابعد الاثر في انتصارات اكتوبر العظيم.

ورغم الانتصارات ، ورغم استرداد مصر كامل اراضيها ، الا ان الكثير منا ظلوا على نفاقهم وريائهم وتطبيلهم للحاكم ، بل واكثر من ذلك انتقل الرياء والنفاق لكل رئيس في العمل . لقد كان لدينا امل كبير ان يعود الانتماء مرة اخرى لمصرنا العزيزة بعد انتصارات اكتوبر ، الا ان الحال ظل على ما هو عليه ، حتى في عهد الرئيس حسني مبارك ، فلم يهتم احد بمصر ولا مستقبل شعب مصر ، بل كان الهم الاول والاخير - حينها - هو الاستمرار في الحكم لأطول مدة ممكنة ، ثم امتداد الحكم بعد ذلك للأبناء ، وفي سبيل ذلك لجأ الحاكم لسياسة اعطاء المسكنات وترقيع ثوب مصر المهلهل، دون ان تكون هناك محاولة حقيقية للإصلاح، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا او حتى معيشيا .

وأخيراً جاءنا رجل عظيم محب لمصر قولا وفعلا . لقد جاءنا الرئيس عبد الفتاح السيسي بثوب جديد وشكل جديد، فأعاد علم مصر يرفرف مرة اخرى في كل مكان ، وتلاشى في عهده هذا الهتاف الخبيث ( بالروح بالدم نفديك يا فلان)، بل واكثر من ذلك فما من خطاب يلقيه سيادته الا ويختتمه بتحية مصر .هذا الرجل البطل لا ينام ليلا او نهارا عملا في سبيل مصر ومستقبل شعب مصر . أملنا الآن في عهد الرئيس السيسي ان يعود الانتماء لشعب مصر، وان ينكر كل منا الذات ويعمل لمصلحة الوطن ، وينسى الرياء والنفاق وتقديس الحكام .... وتحيا مصر .