عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

مر شهر سبتمبر على خير.. فقد شهد شهر سبتمبر بالذات منذ سنوات.. قرارين رئاسيين فى منتهى الخطورة والأهمية.. أول قرار كان بعد ثورة يوليو بشهور وهو قرار تحديد الملكية الزراعية الذى سُمى بقانون الإصلاح الزراعى، والذى سماه البعض بحق قانون الإفساد الزراعى.. القرار الثانى أصدره أنور السادات منفردًا عام 1981 باعتقالات شملت جميع رجال السياسة من أقصى اليمين السياسى والدينى إلى أقصى اليسار الماركسى والشيوعى.. القراران أضاعا البلد.. وأعادا مصر إلى أسوأ وأسود سنوات مرت بها.

 (...)

القرار الأول وهو تفتيت الملكية الزراعية.. وتوزيع الأرض على الفلاحين.. خمسة أفدنة لكل فلاح.. وأقصى حد للملكية 200 فدان لصاحب الأرض.. ومن هنا ضاعت مصر كبلد زراعية سميت يومًا (سلة قمح العالم).. تسولت أمريكا يومًا سفينة قمح تذهب إلى كوريا لتغذية جيشها خلال حرب كوريا عام 1950 ورفض مصطفى النحاس رئيس الوزراء رغم اتفاق الملك فاروق مع سفير أمريكا أن تدفع أمريكا ضعف الثمن، ولكن مصطفى النحاس أعلن الحياد الإيجابى بين الكتلتين فى مجلس الأمن على لسان الدكتور محمود فوزى مندوب مصر الدائم قبل مؤتمر باندونج بأربع سنوات!! وخروشوف نفسه خلال تقربه من مصر عام 1956 لبناء السد العالى حذر عبدالناصر من تفتيت الملكية الزراعية لأن المزارع الجماعية بأقل تكلفة تنتج أغزر محاصيل.. ولكن عبدالناصر رفض.

الآن يحاربون حكاية تبوير الأراضى الزراعية والبناء فوقها.. وعقب صدور قانون (الإفساد الزراعى) شهد الريف المصرى أكبر نكسة للأراضى الزراعية فى تاريخها.. الفلاح المالك الجديد بنى بيتًا وزريبة!! وباع باقى الأرض إلا جزءًا صغيرًا كحديقة للبيت والمشترى الجديد بنى على الأرض التى اشتراها.. وبدأ الفلاح يضيق بعيشة الأرياف، فلبس البنطلون بدلًا من السروال وتعلم ربط الكرافتة!! وركب القطار ونزل فى محطة مصر ليرى بنات وحريم وسيدات حاجة تانية خالص غير (الجاموسة أم الأولاد)! وبدأ يبرم شنبه!! ويرشح نفسه لأن النصف عمال وفلاحين.. وهو فلاح وابن فلاح!! وجده فلاح!! وضاعت الأرض وضاعت الزراعة.. وبدأنا نستورد الأرز والقمح والخضار!! حتى الجاموسة استوردناها!! غير الجاموسة الموجودة فى البيت!! وأصبح هذا هو حالنا كما تنبأ لنا خروشوف!!

 (...)

وفى نهاية حكم السادات.. اشتدت المعارضة ضده بسبب كامب ديفيد.. خاصة أن كل الدول العربية قاطعته وابتدأت بفلوس البترول تشترى ضمائر عدد كبير من الكتاب.. فقد السادات اتزانه وهدوءه وبعد نظره.. وقرر اعتقال كل من كتب يومًا يعارضه فى الصحف أو المجلات أو ظهر دقائق على شاشة التليفزيون!! بل عارض أيضًا كل القريبين منه حتى زوجته وابنه جمال.. وكانت حجة السادات أنه يريد أن يحول مصر إلى قطعة من أوروبا وينشئ مشروعات كانت حلمًا يومًا ما.. وكان أهم مشروعين هما: مشروع الصالحية للاكتفاء الذاتى من القمح وإعادة زرع القطن طويل التيلة، وتم تكليف حسين عثمان بالمأمورية.. المشروع الثانى هو التأمين الطبى الشامل المجانى الإنسانى مثل أوروبا وتم تكليف الدكتور محمود محفوظ بوضع الخطة وتنفيذها.. وقد كان.. وكان من المقرر أن يذهب السادات وشلة الصحفيين والكتاب إلى استراحة سيناء لتوقيع هذه القرارات.. ولكن تم قتله فى هذا اليوم بتخطيط من أمريكا وإسرائيل وبتنفيذ من الخونة المأجورين الإخوان غير المسلمين.. وهكذا عادت مصر إلى الوراء مائة عامة خلال أسوأ وأسود ثلاثين سنة من حكم مبارك (السلبى)!!