رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم.. رصاص

بين شطين وميه، عشقتكم عنيا، يا غاليين عليا، يا أهل إسكندرية، يا أهل إسكندرية.. فى الحقيقة لا يختلف اثنان على أن الإسكندرية هى حدوتة عشق لكل أهل مصر، ولقد أصاب المصريين الحزن على ما وصلت إليه عروس البحر المتوسط خلال السنوات الماضية من إهمال، وسرقة بفعل حيتان المصالح ورؤساء وموظفى الأحياء، حتى تحولت إلى عجوز شمطاء، ومقلب قمامة كبير، وغرقت شوارعها فى مياه الصرف، ومسئولين تفرغوا فقط لعزومات الجمبرى والإستاكوزا، ما أدى إلى تدخل القيادة السياسية، لتقول للجميع «استوب» كفاكم سرقة، وإهمالاً، ورشاوى!

إن ما آلت إليه الإسكندرية خلال السنوات الخمس الماضية، من إهمال بكافة مرافقها، جعلنى فى مقالى عن حركة المحافظين منذ شهر، أتمنى من الله ألا تأتى حُمَاية العيد الكبير، إلا وقد منَّ الله على مصر بحركة محافظين، يعرفون أنهم جاءوا من أجل البناء والتنمية، وليس الجلوس فى المكاتب المكيفة، وتمنيت وطبعاً قبل ما استحمى حُمَاية العيد الكبير أن تتنفس الإسكندرية، وينعم الله عليها بمحافظ لا يعرف طريق عزومات الجمبرى والذى منه، وبالفعل كانت أمنية وتحققت قبل العيد بقدوم اللواء رضا فرحات رجل المهام الصعبة، الذى قابلته مرة واحدة فى حياتى فى منزل السفير عادل الألفى قنصل مصر فى جدة، بصحبة بعثة الحج المصرية، ولكننى أعرف عنه من واقع عملى محرراً للشئون الأمنية، التفانى والإخلاص فى العمل، وأن لديه من الدراسات الأكاديمية التى أهلته لتولى المناصب القيادية فى وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للأمن، ولقد جاء بخطة استراتيجية لتنمية الإسكندرية لتعود عروس البحر المتوسط كما كانت أيام المحبوب عبدالسلام المحجوب.

ولأن الإسكندرية عانت الانفلات الأمنى، وانتشار أعمال البلطجة والسطو على الأراضى والفيلات الأثرية، حتى دخلت التكاتك لأول مرة الكورنيش، فقد أنعم الله على الإسكندرية فى شهر واحد باللواء عادل التونسى مديراً لأمن الإسكندرية، ولمن لا يعرفه، فهو رجل البحث الجنائى الإنسان، الذى تولى إدارات عديدة بوزارة الداخلية، آخرها مدير أمن البحر الأحمر، وضع خلالها أسساً واستراتيجيات أمنية، أهلته ليتولى مدير أمن الإسكندرية، وذكرته بالإنسان، لأننى عايشت معه بنفسى قصة جندي كان يمر بأزمة نفسية عندما كان وكيلاً لإدارة شرطة النقل والمواصلات، وجلس مع الجندى لمدة أيام ليعرفه معانى الولاء وحب الوطن والتضحية فى سبيل الواجب، وكانت أهم تصريحاته فى جولاته اليومية بالأسواق والشواطئ وبعد حل أزمة الباعة الجائلين بالحوار «أنه لا يوجد أحد فوق القانون بالإسكندرية، ولن نسمح لأى شخص مهما كان بمخالفة القانون»، وبالفعل مع قدوم التونسى كلف وزير الداخلية مسئولية مرور الإسكندرية إلى اللواء هانى خير، الذى استطاع أن يفرض خبرته الكبيرة فى العمل المرورى لتكتمل المنظومة الأمنية فى الإسكندرية، ليعود التخطيط للشوارع ويختفى التوك توك من الكورنيش!

إن الإسكندرية فى منظومة الأمن القومى المصرى تعتبر من الجهات السيادية أو بمعنى أصح محافظة سيادية، لما تتمتع به من موقع استراتيجى على البحر المتوسط وتاريخها الذى يعشقه القاصى والدانى من كل بلاد العالم، ولقد استبشرت خيراً بوجود محافظ الإسكندرية فى كل موقع، ليس فى موكب زفة، ولكن داخل أتوبيس، وبجواره المختصون، ورسالته الأخيرة لرؤساء الأحياء والموظفين الحيتان بقوله: أنا بقول للجميع اللى مش قادر يوازينى فى سرعة العمل يركن على جنب.. ورده على طلب أحد موظفى الأحياء، يريد إجازة يومين: مش مكفيكم إجازة 5 سنين من بعد الثورة، اشتغلوا بقى شوية، عايزين نشتغل ونبني بلدنا.. فهل تعود الإسكندرية لأيام «وجمالها وهى ساعة الفجرية» قولوا يا رب.