رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم.. رصاص

«لو مت يا أمى متبكيش راح أموت علشان بلدى تعيش، افرحى ياما وزفينى وفى يوم النصر افتكرينى، وإن طالت ياما السنين خلى إخواتى الصغيرين يكونوا زيى فدائيين».. هكذا كان الإعلام فى وقت الحرب، وهكذا كانت الروح المعنوية التى تنبع من وازع وطنى، عندما تكون الأمة فى خطر، كلمات خالدة عبرت عنها الأغنية الوطنية «فدائى.. فدائى» للمطرب عبدالحليم حافظ، عندما كان الإعلام هادفاً، يصنع أمة، بدلاً من إعلام فاضح يروج لتصعيد الأزمات، وتفجير شحنات الغضب فى النفوس، للحصول على سبق صحفى، أو سخط شعبى!

إن شهداء الجيش والشرطة الذين يضحون كل يوم بأرواحهم وينتظرون كل دقيقة دورهم فى الشهادة من أجل الحفاظ على مصر وأمنها، لا ينتظرون منا إلا النظر إلى مصرنا الغالية، وأن نفتديها بكل نفيس وغالٍ، كما يضحون هم بحياتهم من أجلها، فلقد شاهدت بطولات هؤلاء الأبطال عبر فيلم قصير من إنتاج الشئون المعنوية للقوات المسلحة بعنوان «كنت أعرفه» ما عليك إلا أن تدير محور البحث على موقع اليوتيوب، وأتحداك إن لم تبك، وأتحداك أن تخرج من الفيلم الذى لا يزيد على عشرين دقيقة، وأنت لا تعرف من هم هؤلاء الأبطال، وكم ضحوا من أجل أن تعيش أنت، وأسرتك فى أمان، فهذا الضابط البطل الذى ترك تجهيز حفل زفافه، واستشهد من أجل أن تعيش مصر، وهذا الجندى الشحات الذى طوق الإرهابى الذى يحمل حزاماً ناسفاً بذراعيه، ودفعه خارج المعسكر، لينفجرا معاً للحفاظ على كتيبته وزملائه من الموت المحقق، وهذا الأب الذي يبكى وتصاب يداه بالرعشة بعد استشهاد نجله النقيب أبوغزالة، ويقول ابنى وأنا وجميع أبنائى فداء لتراب هذا الوطن، أى تضحية هذه، وأى فداء ذلك، وأين نحن من هؤلاء؟!

إن حب مصر هو من تغلغل فى صميم وجدان هؤلاء، وهو أيضاً ما كان راسخاً فى قلب كل مصرى أيام كان الجميع على قلب رجل واحد من أجل تحقيق  النصر قبل حرب أكتوبر المجيدة، إننا أمام حرب إعلامية تحركها أيادٍ من الداخل تريد أن تنال من الاستقرار، فى وقت تقوم فيه الدولة بالبناء والتنمية من أجل أجيالنا القادمة، فلك أن تتصور مقدم برامج هدفه فقط هو الإثارة، واستغلال الأزمات التى تمر بها البلاد لصناعة تقارير اليأس، وتناسى من يستشهدون يومياً من أجل أن يعيش هو وأسرته فى أمان، وتختلف الأنواع فهذه مذيعة تتفرغ وتطلق العنان لتصوير أم ترفض استلام نجلها، ويخرج عليها مواطن بالملابس الداخلية فى الحارة الشعبية فى منظر مقزز، هل هذا هو الإعلام، ولماذا لا نوجه هذا الجهد لصناعة إعلام نظيف، لماذا نهمل تسليط الضوء على أنفاق التنمية فى سيناء، ولماذا نغفل مشاريع التنمية ولا نقوم بزيارتها والحديث مع الشركات المدنية الوطنية التى تقوم بتنفيذ تلك المشروعات، وأن الجيش المصرى يشرف فقط لسرعة الإنجاز، ولإعلام المواطن بما يحدث، وما ينتظره من مستقبل زاهر له ولأجياله القادمة، بدلاً من الاكتفاء بأخبار تلك المشاريع والافتتاحات، على استحياء، وكأنها فى جزر القمر وليست فى مصر!

«كنت أعرفه» هو فخر لمن يقومون بالتضحية ولا ينتظرون المقابل من أجل أن تعيش مصر، فهل نكون مثل هؤلاء لنحافظ على مصرنا الغالية، «كنت أعرفه» إن لم تبك فيه فاعلم أنك بحاجة إلى الكشف الطبى على ضميرك ووطنيتك، كل التحية لشهداء مصر الأبرار، ونعدهم بأن نكون فى الخندق نفسه  معهم، وكما قالها الرئيس من قبل، نحن نخوض حرب وجود، تستلزم أن نضحى جميعاً من أجل أن تبقى مصر.