رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صباح الاثنين ٢٩ أغسطس، زار الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي، وزارة التربية والتعليم الإماراتية، ثم قال بعد الزيارة ما يلي: التعليم أمانة ومعلمونا ومعلماتنا أمامهم تحديات، وهم لدينا ثقات، وتقديرنا لهم ليس له حدود، وهم الأساس في نجاح أي تطوير!

ومما قاله أيضًا، أنه اطلع خلال زيارته علي خطة التطوير الشامل للمدرسة الإماراتية، وأنها تقوم علي أساس أن يتعود الطلاب علي التفكير النقدي، وأن تتطور لديهم مهارات العمل الجماعي، والابتكار، وحل المشكلات باستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات.. ثم أضاف أن الأمية في المستقبل هي أمية علوم الكمبيوتر!

ما معني هذا الكلام؟ معناه أن صاحبه يدرك أن الحصول علي تعليم جيد في أي مدرسة يبدأ من عند المدرس، وهو لا يتوقف عند إدراك هذه الحقيقة، ولكنه يذهب من فوره إلي العمل عليها، لأنه لن يعلِّم مهارات العمل الجماعي للطلاب، إلا المدرس المؤهل لذلك، ولن يعلمهم الابتكار، إلا المدرس المؤهل، ولن يعلمهم حل المشكلات باستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، إلا المدرس المؤهل للمرة الثالثة!

إنني أكتب هذا كله وفي ذهني أن مؤسسة الرئاسة كانت قد أعلنت، قبل نحو أسبوعين، أنها تعمل منذ فترة علي برنامج لتدريب المدرسين، وأنه يخطط كبرنامج لتدريب عشرة آلاف مدرس، وأنه قد انتهي من تدريب ٥٠٠ منهم، وأن الباقي في الطريق.

هذه خطوة مهمة للغاية من جانب الرئاسة، وهي تُحسب لها دون شك، ولكنها بالقطع لا تكفي، لأن لها بقية لابد أن تكون معلنة وأن تكون محددة زمنياً، بمعني أن يكون  لها أول نعرفه، وأن يكون لها آخر نعرفه أيضاً!

والمتصور أن يكون القائمون علي البرنامج في الرئاسة يعرفون تمام المعرفة، أن العمل علي مسألة المدرس لابد أن يتوازي معها عمل آخر علي مسألة المناهج، ثم عمل ثالث علي مسألة المدرسة كمكان يتلقي الطالب فيه الدروس.

أعرف أن الرئاسة عندها تلال من الهموم، والمشاكل، والقضايا، التي عليها أن تواجهها في وقت واحد، وأعرف أن الرئيس ورث جبالاً من الملفات المطلوب الإنجاز فيها، وبسرعة، وأعرف كذلك أن ما يجده الرئيس أمامه من مهام يفوق طاقة أي رئيس، ولكن ما أعرفه في الوقت نفسه، ان الرجل قال أثناء ترشحه للمنصب إنه لها، وأظن أنه أهل لها فعلاً، بشرط أن يراجع أداء عامين مضيا، وأن يكون أداء العامين القادمين مختلفاً عما سبق، وأن يكون الأداء في المستقبل محكومًا بفقه الأولويات، وأن يكون التعليم كقضية علي رأس هذه الأولويات، بحيث لا تنافسه أولوية أخري أياً كانت!

إن ما يقوم به الرئيس منذ تولي الحكم يساهم في حل مشاكل في البلد بكل تأكيد، ولكن هناك مشكلة أكبر هي أننا يمكن أن نواجه في المستقبل، المشاكل نفسها التي يحلها أو يسعي الرئيس إلي حلها اليوم، لا لشيء، إلا لأنه لا شىء يواجه مشاكل البلد.. أي بلد.. علي المدي الطويل، ومن جذورها، إلا التعليم، وبما إن التعليم لم يمثل أولوية لدي أي رئيس سابق، فإنني أريد أن يأتي يوم يقال فيه إن رئيساً جاء يومًا، وأن اسمه عبدالفتاح السيسي، وأن التعليم كان أولوية عنده اهتمامًا وإنفاقًا فعلها مهاتير محمد في بلاده، ونريد ألا يكون الرئيس أقل من «مهاتير»!