رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل وصل هوان سوريا إلى هذا الحد؟

هل وصل هوانها إلى حد أن "تغزوها " قوات أردوغان، ثم لا تخرج كلمة قوية واحدة عن أى عاصمة عربية تقول بملء الفم أن على هذه القوات أن تغادر الأراضى السورية على الفور؟

إننى وضعت فعل «تغزوها» بين قوسين لعل القارئ ينتبه إلى أن الأمر ليس اختراقًا، كما أرادت صحف فى القاهرة أن تصفه، ولا هو مجرد اقتحام كما أرادت صحف أخرى أن تصوره، ولكنه غزو تركى لشمال سوريا بكل ما تعنيه الكلمة!

وفى وقت سابق كانت قوات تركية أيضًا قد توغلت داخل الأراضى العراقية إلى حدود الموصل شمالًا، وكانت الحكومة فى بغداد قد طالبت اردوغان بسحب قواته فورًا، ثم ألحت فى الطلب مرة، واثنتين، وثلاثًا، ولكن دون جدوى..فلقد بقيت قواته هناك إلى اليوم!

وربما نذكر الآن، أن قادة الإنقلاب الفاشل الذى وقع على اردوغان فى ١٥ يوليو الماضي، كانوا قد أعلنوا عدة قرارات على العالم فى بداية الإنقلاب، وكان فى مقدمة هذه القرارات سحب القوات التركية من شمال العراق، غير أن الإنقلاب مالبث أن فشل، وبقيت قوات اردوغان فى مكانها تحتل جزءًا من أرض عربية !

صحيح أن الرئيس التركى دائم التحرش بالأراضى السورية منذ بدء مأساة سوريا فى ٢٠١١، وصحيح أنه كان دائم المطالبة بإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية، وصحيح كذلك أن الهدف الخفى من وراء التحرش، أو الذى كان خفيًا ثم صار معلنًا، معروف، ولكن أحدًا لم يكن يتصور أن يحقق هدفه ذاك على حساب الأرض السورية، والدولة السورية، والشعب السورى علنًا هكذا!

إن كابوسًا اسمه الأكراد بوجه عام، وحزب العمال الكردستانى بوجه خاص، يطارد اردوغان فى يقظته وفى منامه، وهو يتمنى من أعماق قلبه لو يغمض عينيه ثم يفتحهما، فلا يجد كرديًا واحدًا على وجه الأرض، وليس فى داخل بلاده أو على حدودها فقط!

وهو إذا كان قد أعلن على لسان رئيس وزرائه مؤخرًا، أن تركيا تضع شرطين لتطبيع العلاقات مع حكومة بشار الأسد، أولهما المحافظة على وحدة الأراضى السورية، وثانيهما أن تتسع الأراضى السورية نفسها لكافة أطياف السوريين للعيش فوقها، فليس ذلك حبًا فى الأراضى السورية، ولا عشقًا فى الشعب السورى وأطيافه، ولكن رغبة فى إبعاد الأكراد السوريين عن حلم يراودهم طول الوقت بإقامة دولة تضمهم مع أكراد تركيا، وأكراد العراق، وأكراد إيران!

هذا هو كل ما فى الموضوع..وعندما رأى أن غزو شمال سوريا يمكن أن يحقق له هذا الهدف أقدم عليه دون تردد، بعد تنسيق مسبق، ومكشوف، مع روسيا من جانب، ومع ايران من جانب

 آخر، وربما مع الولايات المتحدة الأمريكية من جانب ثالث !..رغم ما بينه وبين واشنطون من توتر ظاهر وإذا كان لدى كل عاصمة عربية حساباتها الخاصة التى تمنعها من اعلان موقف واضح، وقوى، مما أقدم عليه اردوغان فى حق سوريا، فإننا نريد هذا الموقف الواضح، والقوى، على لسان الجامعة العربية، ونتوقعه، فليس عند أمينها العام أحمد ابو الغيط حسابات سوى حسابات صالح هذا الوطن الذى تمثل سوريا القلب فيه !