رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

فى زيارة سريعة إلى مبنى الركاب 2 بمطار القاهرة قام المهندس محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية بتفقد أعمال التشطيبات وأشاد بسرعة الأداء وروعة وجمال المبنى الذى سيعيد واجهة مصر بعد افتتاحه وبالرغم من أن وزير الطيران المدنى شريف فتحى لم يقم بزيارة المبنى إلا مرات قليلة منذ توليه المسئولية فى مارس الماضى إلا أنك عندما تتحدث معه يجيب لك عن أدق أدق التفاصيل فى المبنى: مشاكله.. همومه..إنجازاته..إرهاصاته.. ماذا يحدث؟ ومتى يحدث؟ ولماذا يحدث؟.. تعجب عندما تجده يعلم كل الخفايا لدرجة أنك تتساءل من أين؟ وكيف استوعب كل هذه التفاصيل؟... الإجابة يا سادة لا تحتاج إلى جهد للتفكير ولكنها ببساطة «إرادة الإدارة» و«إدارة الإرادة»... فلا يهم أن يخرج فى شو إعلامى من وقت لآخر متفقدًا الأعمال وفى النهاية لا شىء.. لا إنجاز مذكور على الأرض.. ولكن يكفيه أن يختار رجاله ويوظفهم كلاً فى مكانه ويعطى الفرصة كاملة لكل فى موقعه وفى النهاية يمسك هو بزمام الأمور يعلم من سيكافئ وكذلك من سيحاسب؟!.. كنت أظنه ولحداثة عهده كوزير للطيران وكابن من أبناء مصر للطيران أن قصة المشروعات والمطارات والبنك الدولى قد تكون فى زاوية أخرى من اهتماماته طالما أن هناك مسئولين قائمين على الأمر حتى من قبل قدومه، ولكنك تعجب وأنت تستمع إليه وهو يحدثك عن أدق الأشياء به والتفاصيل وكأنه استشارى مشروعات ويتأكد لك من جديد أنها «إرادة الإدارة»... أراد أن يديرها «صح» فأدار وعمل وعلم وصمت... فلا يتحدث كثيرًا إلى الإعلام إلا فى الأحداث التى تؤلم أو تفرح وطنه يخرج مصارحاً الجميع غير متفلسف على أحد لا يعطى معلومة ليس متأكدًا منها رغم أنها لديه... لا يستبق الأحداث ولكن كلا فى وقته وميعاده وهذا ما عرّضه لكثير من النقد ولكنه لا يبالى.. وتتساءل ألا يجرحه ما يقال؟ ألم يصل إلى مسامعه؟ فإذا كان ذلك فلماذا لم يرد؟ ولكنك تجد الإجابة عندما تقترب منه فهو يسير برجاله منطلقاً فى طريقه لا يلتفت خلفه وإلا للبس فى من أمامه... تمامًا مثل قائد السيارة فلو التفت كل إلى طريقه ولم يلتفت خلفه لتقدمنا وأنجزنا ولكن دائمًا ما نلتفت إلى ما يقال ونجلس نفكر كيف ندافع عن أنفسنا.. أما هو فيعمل ويعلم أن وراءه قيادة وأجهزة تتابع أعماله فإذا كان بدءًا مخطئا فلن يرحمه أحد وخاصة أن لدينا رئيساً لا يعرف للراحة طريق يجرى فى التراك الصعب وينتظر من رجاله أن يجرى كل معه فى نفس التراك... لم يختر الطريق السهل أن يركع حبيبته مصر للدولة التى تدعى غصباً أنها العظمى وهى حقا عظمى بسلب ونهب حرية دول وإرادة أمم من أجل أن تظل عظمى.. اختار الصعب وينتظر من رجاله أن يكونوا مثله يعملون كثيرا ويتحدثون قليلاً ويتركون أعمالهم تتحدث عنهم... وهذا الذى لمسته فى عهد شريف فتحى، لقد قرأ الواقع والأرض التى يقف عليها وعرف من أين يبدأ ولكنه لا يعلم متى ينتهى لأن الصعاب والتحديات ببساطة أكبر من قدرة حتى من يضعها.. بلد مستهدف بالمؤامرات.. وطن خارج من ثورات... وفساد ينهش فى جسده منذ عقود.. فمن يا سادة ممكن أن يرضى أو يقبل أن يتحمل المسئولية فى هذا الوقت إلا مقاتل أو محارب؟!... هكذا أرى كل من يقبل أن يتحمل المسئولية فى هذا الوطن فى هذا الوقت القاتل من عمر التحديات فى حبيبتى مصر.

وفى صفقة طائرات مصر للطيران تحدث الكثير إما مدافعًا أو مهاجمًا وبالرغم من ذلك لم يدافع الوزير حتى عن رجاله وما بذلوه من مجهود ضخم لتقع تلك الصفقة فى أرضنا بوفر 20 ألف دولار عن كل طائرة اتفق عليها فى وقت تئن فيه الشركة الوطنية من آلام لا يتحملها إلا شركة تعانى ما يعانيه وطنها لأنها ببساطة تحمل اسمه وتطوف به العالم وهو ما يكره الحاقدون والمتربصون بها.

همسة طائرة.. يا سادة هناك مثل يقول: «من قال لا أعلم فقد أفتى».. لذا أتمنى أن يصمت كل من لا يعلم حتى يعبر الوطن صعابه ووقتها فليفتِ الجميع «فما أكثر المنابر وأقل الوطنية».