رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

دق جرس باب الشقة المتواضعة فى الصباح الباكر.. ففتح الباب رب الأسرة، الدكتور سليمان حافظ، أستاذنا فى مادة القانون المدنى، ووكيل مجلس الدولة الذى أصبح وزير الداخلية فى أول وزارة بعد ثورة يوليو، برئاسة على باشا ماهر.. سأل أستاذنا هذا الرجل:

- من أنت يا ابنى؟

- سيارة الوزارة تحت أمرك.. سأنتظر معاليك عند الباب تحت!!

- لا يا ابنى.. قل لى الترام رقم كام اللى بيروح لاظوغلى، الترام رقم 3 كان يذهب من العباسية إلى الجامعة.. ترام لاظوغلى «3».

ومن يومها.. لم يركب أستاذنا سليمان حافظ سيارة الوزارة، واستمر يركب الترام حتى تم تغيير الوزارة، وأصبح محمد نجيب رئيسًا للوزراء بعد أن نجح على ماهر فى إقناع الملك بالتنازل عن العرش لابنه الوليد!!

طبعًا الكلام ده كان زمان.. حتى الترام لم يعد له وجود.. ولا نريد أن يركب الوزراء المترو.. الدنيا تغيرت.. ولكن أتحدى لم يكن أمام بباب كل وزير أكثر من سيارة الآن.. هناك قرارات تقشف يتم إعدادها.. مرحبًا بها من قبل أن نعرفها.. وسنتحملها مهما كانت، فاتورة كهرباء منزلى ارتفعت فجأة من خمسين جنيهًا إلى 210 جنيهات!! فاتورة الماء ألعن.. وغير ذلك.. سنتحمل.. ولكن ليس وحدنا.. الناس تحتاج إلى قدوة.. نعم مطلوب حماية أمنية معينة لعدد من الشخصيات، وسيارات من نوع خاص.. ولكن كم فرد.. نحن مستعدون لحماية كثيرين بحياتنا وحياة أولادنا وأحفادنا وبالمنازل التى تؤوينا.. ولكن الموضوع أشمل من هذا بكثير.. إذا لم تصدقونى، فاسألوا كم سيارة حكومية فى كل جريدة أو مجلة قومية!! مثلًا.. كم سيارة حكومية أمام باب كل محافظة من الـ27 محافظة.. ولا أقول الـ كذا وزارة!! ثم تقول لى تقشف؟!

<>

منذ فترة ليست بالقصيرة.. عثرنا- الأخ الصديق صلاح منتصر وكاتب هذه السطور- على مقارنة غريبة، اتضح منها أن التمثيل الخارجى المصرى ضعف تمثيل أمريكا.. ونشرنا هذا بالأرقام، فردت وزارة الخارجية ردًا غريبًا.. الدول الكبرى لا تحتاج لدعاية خارجية واتصالات دولية عكس باقى الدول!! وفى رد آخر أن وزارة الخارجية لها إيرادات مختلفة أكبر من ميزانيتها!! وقلنا يومها إن هذا معناه أن وزارة المالية من حقها الاستثمار بكل الميزانية.. أو معظمها!!

<>

نحن مستعدون لكل ما تتطلبه الحالة الحاضرة من تضحيات، ولكن فى ظل اقتصاد مدروس وحكومة رشيدة- كلمة رشيدة معناها الشفافية أولًا، والخبرة والتجارب والحسم واتخاذ القرار بالسرعة الواجبة.

نحن نملك أضعاف ما «تفضلت به» علينا صندوق النقد، وعلى مدى ثلاث سنوات.. عندنا جبل من الذهب الخالص.. أين هو؟! أبيار الفوسفات ملك أحمد عبود على شاطئ البحر الأحمر.. أين هى؟! نحن نعيش فى ظل ألغاز غريبة، وربنا يستر.