قلم.. رصاص
«النجمة مالت ع القمر فوق فى العلالى.. قالتله شايفة يا قمر أفراح قبالى.. قال القمر بينا، نسهر على المينا، دالنور على شط القنال سهران يلالى، دالنور على شط القنال سهران يلالى»، بالفعل هذا ما كنت أحس به وأنا فى حفل مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة فى حضرة الرئيس، ورأيت كم الإنجازات من مشاريع الأنفاق، والبنية التحتية ومدينة الإسماعيلية الجديدة، وكيف اخترقت القوات المسلحة صحراء سيناء وضفتى القناة فى عام واحد، لتقول للعالم ها هى سيناء التنمية والإنجازات!
كنت فخوراً بما فعله رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بإشراف اللواء مقاتل كامل الوزير، الذين تحدوا الصعاب فى زمن قياسى لإضاءة سماء سيناء بأنوار التنمية، وما حققته قناة السويس من إنجازات، وكنت أريد أن أقول لرئيس الوزراء والحكومة ومجلس النواب، انظروا إلى التحدى والإصرار والنظام والدقة التى تقوم به القوات المسلحة، عندما تشرف على المشروعات القومية، وكيف وصلت مشروعات البنية التحتية إلى درجة الإبهار، فى وقت تئن فيه محافظات مصر من فساد محكم بكافة المشاريع من صرف صحى، ورصف، وإنشاءات بسبب مقاولى الباطن!
شاهدت الرئيس وهو مبهورا بحجم الأداء وتعمير الصحراء الجرداء، وكأنها جزء من جسده، ورأيت العمل يسير بكل دقة، وتمنيت أن تكون الحكومة السنية لديها السرعة فى الأداء، واقتحام الظروف مثل أداء المؤسسة العسكرية، بدلاً عن البحث عن فرض قيود تخنق بها المواطن الغلبان من زيادة فواتير الكهرباء، والمياه، والغاز، وتمنيت وأنا فى غمرة فرحتى أن تضع الحكومة حلولاً عاجلة للقضاء على غول الأسعار الذى ألهب ظهور المواطنين، بدلاً عن انشغالها بتصدير قرارات تكبيل المواطن الغلبان إلى مجلس النواب، الذى يعطى تأشيرات الموافقة على قرارات الحكومة بطريقة «حاجة ببلاش كده»!
تمنيت أن يستثمروا فرحة الشعب المصرى بالإنجازات، وقوة عزيمة الرئيس، فى أن يفكروا خارج الصندوق ولو مرة واحدة، لبحث أسهل الطرق لإنقاذ المصانع المهددة بالتوقف، وتطوير المنتج المصرى، وضرب جذور الفساد فى كافة المواقع من حرامية القمح إلى لصوص الأراضى، ووضع الآليات الخاصة بخفض الدولار، وإنعاش السياحة، كل هذا تمنيته فى حضورى احتفالات القناة، عندما كانت تميل النجمة على القمر فوق فى العلالى؟