رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أسعدنى كثيراً تقدم حزب الوفد العريق صاحب التاريخ الطيب والمشرف فى مجال تبنى قضايا الوحدة الوطنية بمشروع قانون لبناء الكنائس ينال تقدير وإجماع مصرى مشهود له للعودة من جديد للعب دور فاعل فى تفعيل العمل على دعم حالة الاندماج الوطنى، وإن كنت أرى أهمية أن يصاحب تقديم المشروع إعداد خطة إعلامية هائلة للتعريف الموضوعى ببنوده، لإحراج الحكومة والبرلمان للتحرك نحو الإسراع بالطرح والمناقشة عبر تغطية إعلامية مستنيرة، وكفاية لكاعة.. الناس تعبت ياهوووه!!

وفى هذا السياق، أتعجب كثيراً عندما يُبدى الكاتب والإعلامى الرائع ابراهيم عيسى دهشته عندما يسأل غاضباً «هو إيه اللى مزعل الناس دى قوى اللى بتهجم بكل الشراسة والغضب ده على مكان لمجرد سريان إشاعة أو حتى حقيقة أن المكان يتم إعداده ليكون كنيسة، ليه تغضب أخى المواطن أن يخصص مكان لصلاة أخيك فى الوطن؟!، وإن كان من غير ترخيص وأنت مواطن صالح حريص على تطبيق القوانين وتفعيلها، فعليك الوصول إلى أقرب قسم شرطة أو لمكاتب أولى الأمر للتبليغ عن الكارثة الكونية المحيقة بالمنطقة!!!»..   

وأقول يا سيدى الكاتب الرائع إن الأمر ببساطة يعود إلى أن الناس دى نفسها وبأوامر أو قل هى قناعات حكومية منذ أكثر من نصف قرن تتابع وسائل إعلام المحروسة وهى تتجاهل وجود لعبادات الإخوة على الهواء حتى أن أمر إذاعة قداس الأحد لم تتم الموافقة على بثه على الهواء (باستثناء بث صلوات الأعياد فقط)، وبعد نضال أجيال على مدى السنين فتم الموافقة على إذاعته مسجلاً بعد مرور ساعات وعلى إحدى القنوات المتخصصة الأقل مشاهدة بين القنوات بشكل أراه يثير علامات الاستفهام، وعليه فالرسالة التى تم توجيهها لذلك المواطن البسيط الثائر الغاضب أن رؤية مثل تلك الطقوس والعبادات حكاية غير مرغوب في وجودها لدرجة الرفض على أرض الواقع حتى لو كانت لمدة ساعة كل أسبوع، فكيف يمكن لذلك المسكين تقبل وجود كنيسة وقبة ومنارة وكاهن رايح جاى ومواطن يصلى فى شارعه بكل تلك البساطة بعد رفض كل وسائط الإعلام الحكومية والخاصة تلك الصلوات فى تغييب عجيب وغير مبرر لوجود احتياجات روحية لملايين المواطنين، وبشكل خاص كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة الذين تمنعهم ظروفهم الصحية من الوصول إلى الكنيسة، أو من تحول مسافات البعد عن أقرب كنيسة الوصول إليها وممارسة حق العبادة، بنفس القدر الذى يتقبله ببساطة وحب وقد اعتاده المواطن المسيحى فى البيت والمدرسة والنادى، وحتى وهو مسافر إلى الغردقة وشرم الشيخ عبر راديو وتليفزيون حافلة الرحلات.. إيه المشكلة؟!

أما عن غياب وجود برامج روحية مسيحية، فالأمر أغرب، ولكن والحق يقال فإن كل قنواتنا وبشكل خاص برامج الإثارة غير الموضوعية تكون جميعاً جاهزة والمعلن لديها على أهبة الاستعداد للدعم والتمويل عند حدوث نوائب الدهر الدورية عند حرق وهدم وسلب الكنائس والتهجير القسرى وتعرية المسنة وقتل الكاهن من قبيل الاسترزاق، ومصائب قوم لها مليون فائدة، وافرح يا «ونوس» زمن التوهان والقلق..

وعليه، لا يعلم المواطن المصرى المسلم عن أمور أخيه المصرى المسيحى وعباداته شيئاً، إلى حد خروج أمين عام جامعة الدول العربية السابق بتصريح يقول فيه إن هناك 3 كتب مقدسة لدى الأقباط لكل مذهب كتاب!!، ويضطر بعد مراجعته إلى الاعتذار الرسمي!!.. ننتظر من حزبنا المصرى العتيد الكثير مخترقا مساحات الخوف العبيطة من حدوتة المساهمة فى إشعال الفتن.

وأذكركم بمقولة الزعيم سعد زغلول التاريخية قى تقديره لدور أقباط مصر الوطنى «لولا وطنية الأقباط لتقبلوا دعوة الأجنبى لحمايتهم، وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدل النفى والسجن والاعتقال ولكنهم اختاروا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والجاه والمصالح. ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم، على أن يكونوا محميين بأعدائهم، وأعداء الوطن».

[email protected]