رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نــور

 

** الحكاية واضحة جداً.. هناك فساد فى وزارة التعليم، فساد اعترف به الوزير نفسه، وقال فى أكثر من مناسبة إنه يقاومه، وإنه أحال عشرات القيادات للنيابة، بتهمة تسريب امتحانات الثانوية العامة، بل إن الوزير على لسان زميلنا الصحفى بشير حسن المتحدث الرسمى باسم الوزارة قدم اعتذاره لأولياء الأمور والطلاب، بسبب الغاء عدد من الامتحانات، لكن المثير فى الأمر أن الوزير لم يلمح ولو لمرة واحدة بأنه سوف يستقيل من منصبه لأنه المسئول الأول عن هذا الفساد المر!

** الأغرب أن الدولة المصرية تورطت فى التستر على فساد الوزارة، عندما أتحفتنا بشكل يومى، بتفاصيل القبض على المتهمين بالتسريب على مواقع الإنترنت، واستمر التسريب، لتتحدث عن القبض على المسئولين المتورطين فى عملية تسريب الامتحانات من المطابع السرية، ويستمر التسريب، ليعقد الوزير مؤتمراً صحفياً يكشف فيه عن إحالة القيادات الفاسدة للنيابة، ورغم ذلك كله استمر التسريب!

** طيب. وما ذنب الطلاب الذين اجتهدوا، واشتغلوا على أنفسهم لمدة تزيد على 12 شهراً، ملتزمين خلالها بنظام تعليم عقيم، فقاموا بتعليم أنفسهم، على نفقتهم الخاصة، لأن الوزارة لا تقدم جرعة تعليمية محترمة، هل يكون ذنبهم، أنهم قالوا للدولة، لا تشغلى بالك بنا، وبنفقات تعليمنا، هل تعاقبهم هذه الدولة التى تخلت عنهم، وتركتهم يخوضون معارك تعليمهم وحدهم، على نفقة أولياء أمورهم، فتقوم بإعادة امتحانات تسربت من قلب وزارة التعليم التى فرضت نظام تعليم فاشل على أجيال متعددة؟! وليت التسريب مرة واحدة اضطرارية، بل كان مرة واثنتين وثلاثاً وأربعاً، مما أصاب الطلبة بالإرهاق!

* وليت الأمر سيتوقف على ذلك، بل على الوزارة أن تنتظر كارثة قادمة عقب إعلان النتائج.. سوف تواجه من رسبوا، أو حصلوا على مجاميع ضعيفة، أو الراغبين فى الحصول على درجات عظمى، ستواجههم جميعاً فى المحكمة، لأنهم ـــ فى الغالب ـــ سيكون لديهم مبرر قانونى قوى فى الطعن على كافة النتائج، لأن تسريب هذا العدد الكبير من الامتحانات، ثم إعادتها، يعنى القضاء على فكرة تساوى الفرص بين الطلاب، وسوف يكون لكل طاعن ما يسوقه من حجج، حول ضياع الدرجات العظمى منه!

** الكارثة الأكبر، أن الدولة التى كانت تعتمد طوال تاريخها الحديث، منذ عهد محمد على باشا، على التفوق التعليمى، لتصنيف الموظفين والأطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب المهن، باتت الآن فى مأزق لأن وزارة التعليم أرادت أن يتحول التقييم إلى تقدير مرتبط بالقدرة على الغش، فلا تحزن عندما تجد جيلاً فاشلاً فى كل المهن.. الطب والتدريس والهندسة والمحاسبة والاقتصاد، سيكون هذا الفشل طبيعياً، وسيكون التراجع منطقياً، وسيصبح التعليم الجامعى مكاناً لمن يرغب فى إقناع المجتمع بأنه يمتلك الحق فى الالتحاق بكليات لم يكن يحلم بالمرور بجوارها لأن قدراته العلمية والذهنية لا تسمح، ولكن الغش سمح له بالتفوق، وسوف يفشل المتفوق فى الحصول على فرصة الالتحاق بالكلية التى يرغب فيها، لأن هناك غشاشين يزاحمونه فى فرصته!

** هذه هى الامتحانات التاريخية المفصلية التى ستحول «الثانوية» العامة إلى «سنوية» الغش والفساد الجماعى!

[email protected]