رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

فى مقالى السابق كتبت مناديًا «بمحاسبة فاسدى ومفسدى الرقابة»، وعندما كتبت سطورى هذه كنت اعلم تمام العلم ان من يهمه امر هذا الوطن كثروا وعلى رأسهم بالطبع رئيس دولة روحه لا تفرق معه فى سبيل رفعة هذا الوطن، ولا يخشى فى ذلك الا الله... ولأنني اعلم تمام العلم أن لا شىء يفوق مصلحة هذا الوطن عند سيادته طالبت بالمحاسبة وهى قادمة.. ولأننى أؤمن أن الفساد فى مصر سيظل العدو الأول والأخير والمعوق الأساسى فى سبيل انطلاق مصر نحو آفاق أرحب... وهو حكاية صراع لا ينتهى بينه وبين الشرفاء فى هذا الوطن.. كما أنه الإرهاب الحقيقى الذى يواجه النظام الحالى للدولة، لأنه استلم دولة عشش فيها الفساد سنوات طويلة... بدأت فى 3 أكتوبر 2015 سلسلة مقالات عن «مراكز قوى الفساد فى الوزارات»، وبفضل الله نجحت حملتى فى الإطاحة بمسئول اخواني فاسد كبير من الطيران المدنى.

وحملتى هذه وقتها كتبتها، لأنه بعد ثورة يناير أصبح الوزراء لا حول ولا قوة لهم ، بل يطاح بهم على أى فساد أو إفساد فى وزارتهم أو تقصير ويطاح بالوزير ويأتى غيره ويطاح  به لدرجة اننا أحرقنا رموزاً وأسماء وشخصيات لم يكن أحد يتوقع أن يطاح بها.. المؤسف أن الوزير يطاح به ولكن الفساد باقٍ ومعشش فى دروب الوزارات لا يستطيع أحد الإطاحة به.. بل هو من يطيح بالجميع ويخرج لنا جميعا لسانه، وللأسف هو دائماً المنتصر.... وهذا فى رأيى يؤكد حقيقة أن هناك «مراكز قوى للفساد» فى تلك الوزارات تملك من الآليات والمفردات لكل خيوط اللعبة ما تستطيع به أن تسقط أياً من فكر أن يقترب منها أو يظهرها بل على الفور «تستف الأوراق  والمستندات والتقارير المضروبة» ويلبسها فى النهاية الشرفاء من الوزراء والمسئولين الكبار الذين شاء حظهم التعس أن يأتى بهم لوزارات عشش فيها الفساد لسنوات طويلة.

يا سادة... مراكز قوى الفساد، هذه تمتلك كل مقومات الفساد والإفساد.. تمتلك الأموال والوظائف والمصالح وغيرها الكثير والكثير الذى تستطيع به أن تشترى الضمائر والذمم الخربة وهى ما أكثرها وفى كل الجهات حتى الرقابية منها. فهناك ضعاف النفوس الذين يبيعون ضمائرهم وواجباتهم الوطنية أمام مقومات الفساد التى تظهرها لهم «مراكز قوى الفساد هذه فى الوزارات».

همسة طائرة...يا سادة.. يبدو أن حملتى عن «مراكز قوى الفساد» التى كللت بالنجاح والإطاحة بهذا المسئول الفاسد نجحت فقط فى الإطاحة برأس الفساد، أما ذيوله فما زالت ترتع فى القطاع هنا وهناك، وتقف بالمرصاد ضد أي مسئول شريف يحاول قطعها، ولذلك فعلى «الجهات الرقابية بالطيران المدنى» الاضطلاع بدورها فى وأد وقطع تلك الذيول لتطهير هذا القطاع الاستراتيجى الحيوى الخطير من هذا الفساد... فما أعلمه وتؤكده كافة الأجهزة الآن أن «الفاسدين مرتعشون» لأن محاربة الفساد أصبحت قضية وطن خلفه رئيس لن يتنازل عن عقيدته  بأن تصبح «مصر.. أم الدنيا... أد الدنيا» ولن يتسني ذلك إلا بوأد الفساد وجذوره.