رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

العهد الجديد الذى يعيشه المجتمع المصرى الآن فى ظل قيادة سياسية تؤمن بحق الشعب فى المعرفة والحياة، وأخذ حقه كاملًا يحتم علينا جميعًا أن ننزع من داخلنا الخوف من كشف فساد أى مسئول أو أى جهة مهما اتخذت لنفسها من ألقاب أو مسميات تمنعنا عن كشف هذا الفساد، بما فيها الأجهزة الرقابية نفسها المنوط بها كشف هذا الفساد، فلكى تتمكن الجهات الرقابية من بلوغ أهدافها فى مجال حماية المال العام أو مكافحة الفساد، فلابد أن تكون هى نفسها نموذجًا يحتذى به فى الشفافية والنزاهة والطهارة، ولا بد أن يتم اختيار أعضاء تلك الجهات الرقابية على أعلى مستوى من النزاهة، خاصة أنها فى الأساس جهات حكومية أى أنها جزء من البيروقراطية التى عانى منها الشعب سنوات وسنوات، وقد لا تخلو هى نفسها من لون أو آخر من ألوان الفساد المالى والإدارى، خاصة أنها فى الغالب تكون بعيدة عن الأنظار، وكشف مظاهر الفساد فيها، فكثيرًا ما نتحدث عن مظاهر الفساد فى بعض الجهات الحكومية، ولكننا لم نسمع عن فساد الجهات الرقابية نفسها والذى يمكن أن يظهر فى استغلال بعض افراد تلك الجهات لسلطاتها فى ادارة مرفق ما لصالح مصالح خاصة بها  او لصالح اشخاص، وهو ما يجعل تلك الجهات تخرج عن الهدف الذى أرسلت من اجله.

 يا سادة... فى النهاية ندفع جميعًا الثمن غاليًا بفساد بعض افراد فى الاجهزة الرقابية، فإنها إن فسدت لفسد المجتمع كله ونحن هنا ندق ناقوس الخطر ونحن فى مصر الجديدة.. ولذلك فإن المسئولية تقع علينا جميعا فى أن نقف ضد فساد أى مسئول فى أى جهة حاول استغلال منصبه أو قربه من أى جهة سيادية، لإفساد منظومات حساسة واستراتيجية من أجل تحقيق مصالح شخصية وهو ما نعلم جيدًا أنه لن يرضى عنه رئيس الدولة وسيكون له بالمرصاد.

يا سادة.. العاملون فى الطيران المدنى على سبيل المثال، يرددون ان هناك مشاكل يتم تحويلها إلى الجهات الرقابية للاضطلاع بدورها، ولكن حتى الآن لم نسمع عن مجازاة أحد وهو ما يضع العاملين تحت ضغوط نفسية، وخاصة إذا ما مارس رئيس شركة ما قوته على هؤلاء العاملين مسنودًا من تلك الأجهزة وهو ما قد يؤدى إلى ان تنهار منظومات تعمل بطريقة دولية فنية فهناك «علم إدارة الطيران» وليس أى إدارة، وخاصة إذا ما تعلق ذلك بشق تنافس دولى وإقليمى وهو ما يخشاه خبراء الطيران من خروجنا من المنظومة الدولية.

«همسة طائرة».. كما أن فى البدن عضلة إذا فسدت لفسد البدن كله وهى القلب فإن الجهات الرقابية لهى قلب المجتمع المصرى النابض الذى يجب أن تضطلع بدورها أمام الله والوطن فى تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر، والتى يتربص بها الأعداء من كل مكان... ويبقى سؤال إذا أدارت الرقابة الدولة ومرافقها، فمن يراقب؟ ومن يحاسب الرقابة إذا أدارت وأفسدت؟؟.. وإلى من يهمه الأمر.. «حاسبوا فاسدي ومفسدي الرقابة»... يرحمكم الله.