رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

وجدتنى معه فى إشارة مرور.. الاشارة حمراء لا تخضر.. طالت الوقفة أو الجلسة نصف ساعة تقريبا وهو يفاجئنى باسئلة لم أحضر ذهنى لها، لكن مخزونها السلبى كان للأسف طاغيا وموجودا فانطلقت انتقد فى اسف، واللواء الخلوق «احمد هشام « مقدم برنامج «اشارة مرور» بقناة «إيه بى سى» يستفز ألمى وحزنى على بلدى  بأسلوبه الهادئ الواثق.. كيف كان رمضان فى سنوات غربتى الطويلة بأوروبا، والفرق بين سلوكياتنا كمصريين وسلوكيات المسلمين فى أوروبا فى شهر رمضان، وتقييمى لسيل الدراما التليفزيونية فى الشهر الفضيل.

فى الواقع سيدى.. وكل سادتى نحن وضعنا شهر رمضان فى مصرنا الحبيبة فى إشارة مرور حمراء، وتجاوزنا الإشارة مع كل خطايانا، رمضان شهر صيام وتقشف، فإذ بنا نحوله إلى إسراف وتخمه، رمضان شهر عبادة وتقرب إلى الله، فإذا بنا نحوله إلى شهر سهر ولهو حتى الفجر بالمقاهى والمسارح وخيمات الأغانى والرقص والهجس وأمام التليفزيون، رمضان شهر العفة وصوم الألسن والأعين وكل الأعضاء عن الشهوات على الأقل فى ساعات الصوم، فإذا بنا نفسد كل حواسنا.. فلا تحرش توقف فى الشوارع.. ولا تحسنت أخلاقياتنا ولو بصورة مؤقتة مع بعضنا البعض، ولا تبنا وأقلعنا عن مشاهدة سيل الأعمال التليفزيونية التى تكلفت هذا العام أكثر من مليارى جنيه، مليارى جنيه يا سادة أنفقت على إنتاج أعمال كلها إسفاف وانحدار بالأخلاق.. عنف.. جريمة مخدرات.. اتجار بالفتيات، يحدث ذلك فى غيبة من الدولة وغيبة من رقابة الجهات المسئولة.. الدولة رفعت يدها عن الإنتاج الفنى بحجة عدم وجود تمويلات نحاول أن نتفهم هذا فالدولة مديونة وموازنتها خربة، والإنفاق الحكومى مرتفع، لكن كان يجب أن يتم وضع الإنتاج الفتى فى الاعتبار ولو جزئيا، أو حتى لا تتخلى الدولة كلية عن دورها فى مراقبة الإنتاج الفنى وتقويمه ومعاقبة الفسدة الفجرة تجار بيع الأخلاق، الدولة تخالف المادة رقم 10 فى الدستور والتى تقول: «إن الأسرة أساس المجتمع، فإذا بها تترك الأسرة المصرية نهبا للبغاء الفنى والاغتصاب الثقافى والفكرى»، الدولة تخالف مادة الدستور رقم 67، والتى تجعلها مسئولة عن حماية الإبداع الفنى، الدراما التلفزيونية تخالف المادة رقم 3 فى قانون المصنفات الفنية، والتى تحظر الأعمال والألفاظ الخادشة والمخالفة للأخلاق والآداب أو التى تمس الأديان وتزدريها، فأين نحن من هذه المواد والقوانين؟ أين الرقابة وأين المنع وأين الحذف وأين التجريم اين قوة القانون وهيبته.

الآن فقط يتحرك محترمون.. من إعلاميين.. محامين.. وغيرهم من فئات أخرى بالشعب لإقامة دعاوى قضائية ضد هذا العمل الدرامى أو ذلك بتهمة هدم الأخلاق.. الآداب والدين، لكن ما الجدوى، وقد انتشر السم، وتغلغل السرطان، وفسد الذوق العام، وبات الشباب والأطفال يرددون المصطلحات القذرة الواردة بالمسلسلات، ويقلدون المشاهد، ويتمنى كل منهم ان يصبح كـ«الأسطورة».

متى تخرج أخلاقنا من الإشارة الحمراء لتخضر أو حتى تصفر، سيدى اللواء أحمد هاشم لقد حركت ألمى وأحزانى على أخلاق بلدى وفن بلدى وثقافة بلدى.. حقا «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقـهم ذهبــوا».

[email protected]