رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قالت مؤسسة الأزهر كلمتها واضحة جلية على لسان فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف فى محاضرة مع طلاب جامعة القاهرة، بشأن الرد على من يطالبون الأزهر بتكفير «الدواعش»، قائلا: «المسألة ستتوقف عند الإيمان بالله تعالى، الإيمان هو أن تؤمن بالله ورسوله والقضاء والقدر، إذن النبى حدد كيف تدخل الإيمان، والخروج من الإيمان الذي هو الكفر، إذا دخل شخص الإيمان من هذه الأبواب. الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص حتى إذا ارتكب كل فظائع الدنيا، داعش تؤمن لكن ارتكبت كل الفظائع، ولا نحكم عليها بالفسق والفجور، ليس لدى حكم بأن أقول عليهم كفار».

ويبقى السؤال : هل يُعد رد وموقف الأزهر الشريف العلمى والروحى الملتزم بصحيح الدين تقييما موضوعيا لحال أصحاب الفكر «الداعشى» بمثابة قيد على كل من يتناول سلوكهم الدموي، والوقوف خلف الدولة والقوات المسلحة فى معركتنا الضارية مع الوباء السرطانى السريع التمدد والخطورة الكافر بكل القيم والمبادئ الإنسانية الضامنة لحالة السلام الاجتماعى؟!

بعد قيام «داعش» بارتكاب فعلتهم المشينة الجبانة بذبح مجموعة من أولادنا فى مجزرة شهيرة على سواحل ليبيا، ورد قواتنا المسلحة الرائع والسريع والمذهل، كانت ردود فعل كل وسائط التواصل الاجتماعى، ومنابر الرأى العام فى مصر وكل الدنيا مُعلقة بكل أشكال النقد الثائر الغاضب، ومن بينها الدرامى التراجيدى والكوميدى لفضح الشكل القبلى الهمجى المتخلف لتلك الجماعة، ومن بينها ما قام به مجموعة من الصبية بشكل غير احترافى بإخراج مشهد تمثيلى لم يتجاوز زمن عرضه 10 ثوان سخرية على الأداء الداعشى، وتم تقديمهم للمحاكمة التى قضت بحبس ثلاثةِ طلاب  لمدة خمسِ سنوات مع النفاذ، وإيداعِ طالبٍ رابع إحدى دور الرعاية الاجتماعية، وذلك بعد إدانتهم بتهمة ازدراء الدين الإسلامى. محامى الطلبة اعتبر أنّ الحكمَ خطيرٌ ولم يسبق صدورُه ضد أطفال قصر.. هكذا تم تداول الخبر فى حينه، الحكم جاء تطبيقا لقانون ازدراء الأديان المادة 98 منه لأن المادة تقول: يعاقب كل من يزدرى دينا معينا، لأن يبغضه أو يحط منه أو يحض على كراهيته.. وهى مادة لا تضع أى معايير قياسية حاكمة، فلو نظرت عزيزى القارئ من شرفة بيتكم لمدة دقائق معدودة ستسمع كل أشكال شتيمة وإهانة وسب كل الأديان فى تنويعات مصرية فلكلورية بشعة، فلماذا لا يقبع كل هؤلاء خلف القضبان؟!

الأغرب والأبشع، السماح بعرض برنامج رمضانى يومى ضمن سلسلة «برامج ثقل الظل والإرهاب» اليومى للضيف وللمشاهد الساذج الذى نستثمر تراجع مقاييسه وثقافته، البرنامج «مينى داعش»، تدور فكرة حلقاته الرذيلة حول إقناع الفنان بالذهاب إلى فيلا مهجورة، ليكتشف بعدها أنها وكر لتنظيم «داعش»، مما يضعهم فى ورطة ويبقى أمامهم خياران، إما القتل أو الانضمام إلى «داعش»، وتحت راية «داعش» التى تحمل شعاراً إسلامياً، ولم نسمع أهل التشدد يطالب بمحاكمة هؤلاء باعتبارهم يهينون ديانتهم كما تم فى حال صبيتنا المساكين (وهى بالطبع فكرة وأساس خاطئ أن نعتبر كل من سخر من داعش يسخر من ديانتهم!)..

ويا أعضاء برلماننا الجديد، الأمر عاجل ولا يحتمل الإرجاء فى إعادة مناقشة تلك المادة «الفتنة» إن لم يكن بالإلغاء، فعلى الأقل بوضع معايير وقياسات عادلة موحدة لوصف دقيق لشكل الجرم.

وإذا كنا انتصرنا لـ«داعش» على حساب الأطفال (من وجهة نظر الأطفال على الأقل وأهاليهم)، فمن ينتصر لـ«داعش» وبرنامجهم الرذيل القبيح هذه المرة؟!

[email protected]