رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

كثيرون من يفتقدون الذكاء خاصة الذين يفترضون السذاجة فى الآخرين.. كثيرون من يرون فى أنفسهم أنهم احتكروا الفكر والرؤية والتخطيط والعلم ببواطن الأمور ويمنحون أنفسهم صفات ربما لم يصل إليها والعياذ بالله الأنبياء والمرسلون.. هؤلاء لم يستقرئوا التاريخ جيدًا.. ولم يطلعوا أن القذافى سرح به خياله المريض ان ألف كتابًا من أضغاث أحلامه وهلاوس الجنون وأطلق عليه الكتاب الأخضر ليكون كتابًا منيرًا وهاديًا ودستورًا.. وما هو إلا سطور كتبها مجنون.. كثيرون من حكام عالم الاستبداد والطغاة والتخلف زين لهم الشيطان انهم فلاسفة العصر والزمان وتناسوا ان اسلافهم سحقهم التاريخ..الذين اعتقدوا اليوم انهم امتلكوه بما يسطره أبواق النفاق وأمباشية الأمن أملاً أن يترقوا على درجة شاويش فى تغييب الوعى وتسويق الباطل.. مجنون من يعتقد أن ليبيا لم يتم بها تنمية.. معتوه من ينكر أن العراق لم يشهد إقامة مشروعات عملاقة وتنمية جبارة وجيش كاسح.. جاحد من ينكر أن جمال عبدالناصر لم يقم بثورة صناعية وانحاز بقدر إلى العدالة الاجتماعية ومارس دورًا كبيرًا فى القارة الأفريقية.. لكن فى غياب الحريات والديمقراطية الجناح الموازى للتنمية ضاع العراق وتقسم وانهار كما لم ينهر من قبل الأعلى ايدى المغول.. وعندما سقطت حول المحتل رموز ومنظمات التمويل الأجنبى فيها إلى كيانات اطلق عليها أحزاب تتصارع يوميًا على جثة العراق.. ويأتى لك اليوم من جلسوا على أعتاب بلاط خيم وقصور القذافى ليتلقوا منه الفتات ليوهموا الشعب أن الثورة على القذافى قد دمرت ليبيا ولم يذكروا مكمن الخطر وهو استبداد وطغيان القذافى الذى لم يسعَ إلى تأسيس حياة ديمقراطية سليمة لانتقال سلطة الدولة بشكل آمن.. رغم انه ظل أربعين سنة فى الحكم.. وان غياب الديمقراطية والحريات فى مصر رغم جهود ناصر التنموية أدت إلى انفراده وفرعنته ولم يستثمر الخلاف بين القوتين العظيمتين لبناء جيش قوي، وديمقراطية حقيقية لأن هناك عدوًا استراتيجيًا خاض ضد مصر معاركَ فى 1948 و1956 أى أحد عشر عامًا من بين 56 و67 كفيلة ببناء أعظم جيش فى ظل خلاف بين المعسكرين الغربى والشرقى.. وكانت النتيجة هزيمة 1967 الذى مازال الشعب المصرى والشعوب العربية تدفع ثمنها حتى الآن.

اليوم لا أندهش أبدًا عندما أجد نفس الوجوه الكريهة التى لحست البلاد تحت أقدام جمال مبارك تهلل لرسائل الخوف التى وصلت إلى نقابة الصحفيين المعنية بالدرجة الأولي بالدفاع عن الحريات وكشف الفساد لأن استقلالها فى ممارسة دورها هو عنوان الحكم الرشيد فى أى دولة محترمة.. أيضًا تصل رسائل الخوف إلى أكبر جهاز رقابى فى مصر المعنى الأول بمقاومة الفساد كرسالة على إغلاق ملفات الفساد وتكميم الأفواه.. تناسى نظام الحكم فى مصر أن أمر الدولة معنى به كل مواطن وان معارضة نظام الحكم لا يعنى معارضة الدولة.. شعبًا حرًا ووطنًا مستقلًا.. فالوطن وترابه ليس حكرًا على أحد دون الآخر.. وان رسائل الخوف لا يعرف لها طريقا الأمن ارتضى لنفسه الهوان فى حياة طالت أم قصرت لابد لها من أجل محتوم.. وان من بيدهم رسائل التهديد لنقابة الصحفيين ورأس جهاز المحاسبات أو الزج بالمعارضين خلف الأسوار تناسوا أن فى مصر من خرج مقبلاً على الموت كاسرًا حاجز الخوف فى يوم 25 يناير حتى وان شوه البعض عن عمد وجهها المشرق فما زالت هى عنوان كسر وتحطيم حاجز الخوف.. ثورة شعبية خرجت ولنبل أهدافها لم تتمسك بحكم.. لكن من تسلموا الحكم هم من فشلوا فى إدارة دولة ثار شعبها على فساد واستبداد نظام حكم الدولة.. رسائل الخوف للصحفيين فجرت قوة غضب كامنة لم ترهبها جحافل البلطجية لا حصار القبضة الحديدية.. ورسائل الخوف من نظام الحكم ستولد أجيالًا من الشعب لا تعرف الخوف.. الحاكم الذكى من يصلح الوضع قبل ان ينفجر الغضب.

رسائل الخوف عفا عليها الزمن.