رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحاجة ليست فقط أم الاختراع ولكن الخطط العسكرية الأمريكية أيضا خاضعة للمصلحة والحاجة اليها، لذلك تغير التكتيك الميدانى الأمريكى فى سوريا وأصبح «محاربة الإرهاب» هو العنوان «الأوحد» لاستراتيجيتها المعلنة هناك، اعتماداً على تغيير أولوية الطلعات الجوية للتحالف الدولى من ضرب مواقع تنظيم داعش إلى تقديم الدعم الجوى للمجموعات المسلحة المشتبكة مع قوات التنظيم فى شرق سوريا وشمال حلب. إلى جانب تشكيل مجموعات مقاتلة جديدة يتم دعمها نيرانياً ولوجيستياً وتسليحياً وهى قوات سوريا الديمقراطية وتضم خليطا من الأكراد ومجموعات مسلحة تابعة للجيش الحر وقوات من غرفة عمليات «بركان الفرات» وجيش سوريا الجديد تحت إشراف فصيل «جبهة الأصالة والتنمية».

ومن المعروف أن التواجد على الأرض السورية حتى معركة «كوبانى – عين العرب» بين الفصائل الكردية تنظيم داعش لم يكن للقوات الأمريكية وجود، ولكن بعد تمكن الأكراد من السيطرة على المدينة وإحكام القبضة على جزء مهم من الشمال الشرقى السورى بدأت الولايات المتحدة تدريجياً فى تعيين نقاط مراقبة ودعم فى عدة مناطق بالشرق والجنوب.

وفى المجمل نستطيع أن نعتبر أن الدور الأمريكى فى سوريا تطور منذ عام 2013 بشكل ملحوظ، لكنه لم يحقق الأهداف التى بدأ من أجلها وعلى رأسها إنهاء نظام الرئيس السورى. ولكنه مؤخراً ومن خلال القوات السورية التى تدعمها بدأت تلعب على وتر «القضية الكردية» للضغط مستقبليا على سوريا بعد انتهاء مرحلة الحرب على داعش.

وكانت المخابرات المركزية الأمريكية قد قامت بتزويد فصائل أخرى تنتمى للجيش الحر بجانب تجمعات أخرى مثل «جيش المجاهدين» و«حركة حزم» بنوعيات من الأسلحة المتوسطة ومضادات الدروع، واستمرت استراتيجية التسليح هذه بوتيرة متغيرة حتى وقتنا الحالى بمساهمة من بعض الدول العربية وتركيا.

وقد بدأ فى تركيا أوائل مايو 2015، لكن الأمر كان به الكثير من المصاعب أهمها انسحاب أعداد كبيرة من المقاتلين من هذا البرنامج فى يونيو 2015 من العام نفسه. انتهت هذه المرحلة فعلياً فى أوائل أكتوبر 2015 حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تعديل جوهرى فى برنامجها لتدريب المعارضة المسلحة. كان السبب الرئيسى لهذا التعديل الأمريكى هو التدخل العسكرى الروسى فى سوريا، الذى استهدف فى شقه الجوى بجانب مواقع تنظيم داعش بعض المجموعات المسلحة التى تدعمها الولايات المتحدة تسليحياً مثل «جيش الفتح» و«تجمع العزة». تلخص هذا التعديل الذى يعد منذ ذلك التوقيت العنوان الرئيس للاستراتيجية الأمريكية فى سوريا فى استمرار وصول الأسلحة والذخيرة للمجموعات المسلحة المرتبطة بالولايات المتحدة، وإيقاف برنامج تدريب العناصر المعارضة بشكل تدريجى.