رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

رئيس الوزراء: أيوة يا أفندم.. المتصل: يا صاحب الفخامة والمعالى، هناك مسودة قرار وصلت لمعاليكم بزيادة أسعار الأدوية، ونتمنى أن يتم إرجاء القرار الآن وأنت عارف معاناة المواطنين من زيادة أسعار السلع، والخنقة اللى فيها الناس، ورمضان اللى على الأبواب، رئيس الوزراء ضاحكاً: طيب هشوف كده ما هى شركات الأدوية بتشتكى هى كمان، المتصل: يا فخامة صاحب المعالى، بقولك الناس مخنوقة من زيادة الأسعار، وفواتير المياه والكهرباء، والغاز، تقولى شركات الأدوية.. رئيس الوزراء: أنا فاهم بس صدقنى علىّ ضغوط هشوف كده! المتصل: يا صاحب المعالى ضغوط إيه انتوا كده بتسيئوا إلى الرئيس، لازم يكون فيه وعى سياسى بآلام الناس اللى طافحة المر، رئيس الوزراء: أكيد الناس هتفهم، وبعدين دى زيادة خفيفة مش هتأثر. المتصل: الناس هتفهم، وتم غلق التليفون؟!

هذا السيناريو تخيلته، وأنا أصطدم بقرار الحكومة الأخير الخاص بزيادة أسعار الأدوية، وما تبعها من صراخ وعويل المواطنين أمام الصيدليات، وقلت فى نفسى: أليس فى هذه الحكومة رجل رشيد، وتساءلت وأنا «مذبهل»، من هذا الجهبيذ الذى ضغط على رئيس الحكومة للموافقة على هذا القرار، والآن؟ وكيف سمح رئيس الحكومة ليده أن تخط قراراً مثل هذا؟، وهل عرض الأمر على الجهات السيادية بجميع تفاصيله؟ وكيف وصلت درجة الوعى السياسى إلى هذا المنحدر؟ وأين تقارير الرأى العام التى تحرر يومياً عن مدى رضاء الشارع، كل هذا قلته لنفسى، وأنا أضرب كفاً بكف، فها هو قانون الخدمة المدنية النبى حارسه، والذى رفضه مجلس النواب يعود، والأسعار ترتفع كل يوم ولا تجد مواجهة جادة من الحكومة، وكأنها تعيش فى كوكب آخر، هذا بخلاف أزمة ارتفاع الدولار، وأخيراً مجلس النواب المبجل يفرد عضلاته لفرض ضريبة على راديو السيارة، ويعرض إنجاز مرور ١٢٠ ساعة جلسات من أجل المواطن، والحسابة بتحسب!!

إن المواطن عندما ينظر بعين الانبهار إلى إنجازات الرئيس وما تحقق خلال عامين من مشاريع قومية لم تحدث فى تاريخ مصر، ينظر فى المقابل بحسرة إلى قرارات الحكومة لفرض الجباية، ومص دم المواطن الغلبان الذى تريد الحكومة أن تجعله «بلبوصاً»، فلن يكون هناك أمل إلا بوجود حكومة سياسية تعلم أن المواطن هو السيد، وأنهم جاءوا لخدمته وتوفير الرعاية له اجتماعياً وصحياً، بدلاً من زيادة الأعباء عليه كل يوم بقرارات غير مدروسة تجعله يحدث نفسه، وفى المقابل القطط السمان الذين نهبوا أراضيه، واستولوا على ماله وشيدوا القصور تتصالح معهم الحكومة وبالجنيه المصرى، ولا عزاء للمواطن الغلبان الذى يتم تجريده من كل شىء!!