رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تذكرت وأنا في لندن هذا الأسبوع ما كنت قد سمعته من اللواء أحمد تيمور القائم بأعمال محافظ القاهرة، عندما كتبت عن العاصمة سطوراً في هذا المكان.

كان ذلك قبل ثلاثة أسابيع، وكنت أقول إنني لا أصدق مع كثيرين غيرى، أن تظل القاهرة بلا محافظ، مدة قاربت حتى الآن من الأشهر الثلاثة، وكنت أقول أيضاً إن حجم القاهرة.. وحجم  مشاكلها الباحثة عن حل، ثم عدد سكانها والمترددين منهم من خارجها، لا تسمح كلها كأسباب، بأن يتجاهل رئيس الحكومة، ومن قبله رئيس الدولة، عاصمة البلاد إلى هذ ا الحد المخيف.

ولأن اللواء تيمور قائم بأعمال المحافظ، وليس محافظاً أدى اليمين الدستورية لها بشكل رسمى، فهو يؤدى عمله في حدود طبيعة سلطته وحدودها، لأنه كقائم أعمال يعرف تماماً، أنه يستطيع أن يتخذ أي قرار في أي شأن من شئون العاصمة، في أي لحظة، غير أنه يعرف في الوقت نفسه، أن الشخص الذى سيتولى الموقع رسمياً، في موعد لا يعلمه إلا الله، يستطيع هو أيضاً، أن يبادر بإلغاء أي قرار يكون اللواء تيمور قد اتخذه، حتى ولو كان قراراً صحيحاً وفى مكانه لتدفع العاصمة وأبناؤها الثمن فى النهاية!

شىء من هذا سمعته من الرجل يوم تناولت وضع القاهرة، وكيف أن صاحب القرار فى البلد يبدو أنه استراح لعدم وجود محافظ فيها، خصوصاً وأن أوضاعها ماشية بشكل طبيعى، كأن محافظها  السابق لم يغادرها إلى منصبه الحالي وزيراً للنقل!

العاصمة في أي دولة، هي مرآتها، ومنها يمكن للسائح أن يحكم على باقى أقاليم الدولة، وعلى أحوالها عموماً، ولا أعرف ما إذا كان هذا المعنى واصلاً إلى الرئيس، وإلى رئيس الحكومة، وبهذا الوضوح، أولاً.. ولكن ما أعر فه، وما أراه، أن بقاءها دون مسئول رسمي على رأسها، كل هذه المدة، معناها أنها ليست في الحسبان، وأن ملفها من الملفات التى يرى المسئولان  الاثنان، أنه يمكن تأجيله  مع ملفات أخرى، و لا تكاد تحظى بأدنى اهتمام!

تقاطرت كل هذه المعاني في رأسي، وأنا أتابع في لندن عن قرب، ماذا يجهز لها العمدة الجديد الذى انتخبوه ليتولى شأنها، الخميس قبل الماضي.

فالعمدة الذى أثار انتخابه ضجة كبيرة، لأنه أول  رجل مسلم يجلس فى موقع العمدية فى العاصمة البريطانية، قال بعد انتخابه بأيام، إنه سوف يتخذ خطوات عملية فى اتجاه الحفاظ على البيئة فى عاصمة الضباب، وأنه سوف يعمل على أن تكون لندن فى عهده مدينة صديقة للبيئة، وأن من بين الأفكار التى تدور فى رأسه، فرض رسوم إضافية على كل سيارة ملوثة للبيئة عند دخولها المدينة.

وهو سوف يفعل ذلك، على أمل أن يؤدى فرض رسوم كهذه، ابتداء من 2017 إما إلى عدم دخول مثل هذه السيارات الى لندن أصلاً لأن الرسوم سوف تكون باهظة، وإما إلى أن يعمل أصحاب السيار ات من تلقاء أنفسهم، على تزويد سياراتهم بكل ما يجعلها أقل تلويثاً للبيئة!

العمدة صديق كان يقول أيضاً، إن خبرته فى حياته تقول له إن هواء المدينة عموماً يضر صحة الناس، وأنه كعمدة منتخب تقع عليه مسئولية أن يجعل كل إنسان يعيش فى لندن، يحس بأن هواءها أنظف هواء المدن، وأنه ليس ضاراً بصحته، وأن المسئول عنها يضع قضية كهذه على رأس أولوياته!

لا أريد أن أسترسل فيما قاله الرجل بعد انتخابه، عما يخطط فى رأسه، من أجل مستقبل مدينة كبيرة مثل لندن، أصبح هو مسئولاً عنها، ولكنى فقط أريد أن ألفت انتباه  مسئولينا الذين يعنيهم الأمر، الى أن المدن الكبيرة فى العالم تجاوزت قضايا المرور، والطرق، والمرافق فيها، بعد أن أوجد حلولاً جذرية لها، وأصبحت مشغولة بحق ساكنيها فى أن يتنفسوا هواء نقياً، وفى أن يكونوا مطمئنين على صحتهم، وهم مقيمون فيها!

مسكينة القاهرة.. ومساكين أهلها.. لأنهم عندما يتابعون ما يدور فى عواصم العالم من حولنا، وما تلقاه من اهتمام حقيقى من جانب  المسئولين عنها يندبون حظهم، وحظ عاصمتهم، ويدركون أنها سوف تصادف حظها الذى يليق بها، يوم يرى مسئولونا فيها البشر قبل الحجر!.. وهو يوم لا يبدو قريباً.